المقنع الكندي
? - 70 هـ / ? - 960 م
ـ الشاعر :
محمد بن عميرة بن أبي شمر بن فرعان بن قيس بن الأسود عبد الله الكندي .
شاعر مقل من أهل حضرموت , مولده بها في (وادي دوعن) ، اشتهر في العصر الأموي ، كان مقنعاً طول حياته .
ـ ذكر السب الذي لقب لأجله المقنع :
ـ1ـ (القناع من سمات الرؤساء) كما يقول الجاحظ .
ـ2ـ قال التبريزي في تفسيره لقبه: المقنع الرجل اللابس سلاحه وكان مغط رأسه ، فهو مقنع .
ـ3ـ المقنع لقب غلب عليه؛ لأنه كان أجمل الناس وجهاً، وكان إذا سفر اللثام عن وجهه أصابته العين , فيمرض ، ويلحقه عنت ؛ فكان لا يمشي إلا مقنعاً .
ـ مناسبة القصيدة:
قال صلاح الدين الصفدي في كتابه الوافي بالوفيات:
" وكان متخرقاً في العطاء , سمحاً بالمال , لا يرد سايلاً عن شيء ، حتى أتلف كل ما خلفه أبوه من مال , فاستعلاه بنو عمه عمرو ابن أبي شُمَّر بأموالهم وجاههم .
وهوي بنت عمه عمرو فخطبها إلى إخواتها , فردوه وعيروه بتخرقه وفقره , وما عليه من الدَّين فقال :
وإن الذي بيني وبين بني أبي وبين بني عمي لمختلف جدا ". إلى آخر القصيدة .
والقصيدة من قلائد الشعر العربي , ومن أحسن القصائد التي قيلت في باب الكرم وخدمة الضيف , قال ابن عبد البر القرطبي :
" وشعره هذا من أحسن ما قيل في معناه جزالة ونقاوة وسباطة وحلاوة " , ثم ذكر القصيدة بتمامها .
أما مطلعها :
يُعاتِبُني في الدَّيْنِ قَوْمِي، وإِنَّما *** دُيُونِيَ في أَشْياءَ تُكْسِبُهُمْ حَمْدا
فسارت مثلا يضرب إذا قام الإنسان بأعمال استحسنها هو واستقبحها غيره .
أما أسامة بن منقذ فقد استفتح بها بابا , في كتابه " لباب الآداب "سماه : " بليغ العِتاب " .
ـ القصيدة :
يُعاتِبُني في الدَّيْنِ قَوْمِي، وإِنَّما *** دُيُونِيَ في أَشْياءَ تُكْسِبُهُمْ حَمْدا
أَسُدُّ به ما قَدْ أَخْلُّوا وضَيَّعُوا *** ثُغُورَ حُقُوقٍ ما أطاقُوا لها سَدّا
فما زَادَنِي الإقْتارُ إلاَّ تَقَرُّباً *** وما زادَنِي فَضْلُ الغِنَى مِنْهُمُ بُعْدا
وفي جَفْنَةٍ لا يُغْلَقُ البابُ دُونَها *** مُكَلَّلَة لَحْماً مُدَفَّقَةٍ ثَرْداً
وفي فَرَسٍ نَهْدٍ عَتِيقٍ جَعلْتُهُ *** حِجاباً لبَيْتِي، ثُم أَخْدَمْتُهُ عَبْداً
وإنّ الذي بَيْنِي وبَيْنَ بَنِي أَبِي *** وبَيْنَ بَنِي عَمِّي لُمَخْتَلِفٌ جِدّا
أَرَاهُمْ إلى نَصْرِي بِطاءً، وإنْ هُمُ *** دَعَوْنِي إلى نَصْرٍ أَتَيْتُهُمُ شَدّا
فإنْ أَكَلُوا لَحْمِي وَفَرْتُ لُحُومَهُمُ *** وإنْ هَدَمُوا مَجْدِي بَنَيْتُ لَهُمْ مَجْداً
وإنْ ضَيَّعُوا غَيْبي حَفِظْتُ غُيُوبَهُمْ *** وإنْ هُمْ هَوُوا غَيِّي هَوِيتُ لَهْمْ رَشْداً
وإنْ زَجَرُوا طَيْراً بنَحْسِ تَمُرُّ بِي *** زَجَرْتُ لَهُمْ طَيْراً تمُرُّ بهِمْ سَعْدا
ولا أَحْمِلُ الحِقْدَ القَدِيمَ عليهمُ *** ولَيْس رَئَيسُ القَوْمِ مَنْ يَحْمِلُ الحِقْدا
لهُمْ جُلُّ مالِي إنْ تَتابِعَ لِي غنىً *** وإنْ قَلَّ مالِي لَمْ أُكَلِّفْهُمُ رِفْدا
وإنِّي لَعَبْدُ الضَّيْفِ ما دام ثاوِياً *** وما شِيَمةٌ لِي غَيْرَها تُشْبِه العَبْدا
على أنَّ قَوْمِي ما تَرَى عَيْنُ ناظِرٍ *** كَشِيبِهمُ ولا مُرْدِهِمْ مَرْدا
بِفَضْلٍ وأحْلامٍ وجُودٍ وسُؤْدُدٍ *** وقَوْمِي رَبِيعٌ في الزَّمانِ إذا اشْتَدّا
ـ المراجع:
ـ الحماسة البصرية : البصري .
ـ الوافي بالوفيات : صلاد الدين الصفدي .
ـ بهجة المَجالس وأنس المُجالِس وشحن الذاهن والهاجس .
ـ لباب الآداب : أسامة بن منقذ .
ـ الموسوعة الشعرية : المجمع الثقافي 2003.