.
خلال إحدى دروس اللغة الإنجليزية، قام أحد الطلاب بمقاطعة الأستاذ الذي كان منهمكا
في شرح إحدى قواعد تلك اللغة، قائلاً : " أستاذ !... اللغة الإنجليزية صعبة جداً ! "
و ما كاد الطالب يُنهي جملته حتى انفجرت قريحة بقية الطلاب تصديقاً لذلك كلٌ على طريقته
ليصبح الصف كسوق يسوده الهرج و المرج.
انتظر المعلم قليلاً إلى أن خفتت الضوضاء ثم قال: " حسناً !... لا درس اليوم ، وسأستبدل الدرس بلعبة ! "
فرح الطلبة لذلك !
رسم المعلم على السبورة زجاجة ذات عنق ضيق، ثم رسم دجاجةً بداخلها،
قبل أن يتوجه إلى الطلاب قائلاً : "من يستطيع إخراج هذه الدجاجة من الزجاجة شريطة عدم كسر الزجاجة
و لا قتل الدجاجة ؟ ! "
بدأت محاولات الطلبة لإيجاد حلول لهذه المشكلة و لكن دون جدوى، و بعد أن استنفذوا كل ما لديهم
من حلول صرخ أحدهم قائلاً : " يا أستاذ ! لا يُمكن إخراج الدجاجة إلا بكسر الزجاجة أو قتل الدجاجة ! "
فقال المعلم : " لا بد من التقيد بشروط اللعبة ! "
فرد الطالب متهكماً : " إذاً، يا أستاذ قل لمن وضعها بداخل تلك الزجاجة أن يخرجها كما أدخلها ! "
فدوت ضحكات الطلبة... و لكن ذلك لم يدم طويلاً إذ قاطعهم المعلم و هو يقول بصوتٍ عالٍ :
" بالضبط ذلك هو الحل الصحيح، فمن وضع الدجاجة في الزجاجة هو وحده من يستطيع إخراجها ! "
ثم أكمل قائلاً: " و كذلك أنتم ! وضعتم مفهوماً في عقولكم أن اللغة الإنجليزية صعبة،
فمهما حاولت أن أشرح أو أُبسطها لكم فلن أفلح في إيصالها إليكم إلا إذا قمتم بإخراج هذا المفهوم بأنفسكم
كما وضعتموه!"
العبرة:
كم دجاجة وضعنا في حياتنا العلمية و العملية و حاولنا إقناع أنفسنا (و الآخرين)
بأننا لا نستطيع عمل الكثير من الأشياء، فلنقم بإخراج تلك الأفكار قبل فوات الأوان.
.