ما هي الطريقة الأفضل للتصرف مع طفلك البكر , الحذر والنمظم , والذي يميل نحو الكمال وحب السيطرة على الآخرين ؟!.
يميل الأطفال الأبكار بصورة عامة نحو التحول إلى بالغين , بأحجام صغيرة قبل أن يحين الوقت المناسب لهذا التحول بكثير ! .
إنهم مجتهدون ويسعون نحو تحقيق إنجازات كبيرة , إضافة إلى استعدادهم التام ورغبتهم الجارفة بإرضاء البالغين من حولهم .
لكن هذا بالطبع لا ينفي حبهم الشديد للسيطرة , ورغبتهم في أن تتم الأمور على "هواهم" ! .
نصائح لصقل شخصية طفلك البكر وتحويل هذه الخصائص للعمل في صالحه :
1ـ امنحيه الفرصة كي يصنع قراراته بنفسه :
قد تكون طفلتك هي الأروع و الأفضل في حصة الباليه , وبالتالي ربما تنجح في صف الجمباز أو السباحة مثلا .
لكن هذا لا يعني أبدا أن تقومي بإغراقها بجملة من حصص الهوايات المختلفة , فالسحر قد ينقلب عليك , لأنك لا تمنحيهاالخيار , إنما تريدين تحويلها إلى ما يشبه بـ " الزبدية الصيني " ( صحن عميق ) , في حين أنها قد لا تميل في الحقيقة غلى بعض هذه النشاطات أو حتى معظمها .
لكن الأبكار يحبون الإنجاز , فإنهم على الأغلب سينفذون ما يطلب منهم بغض النظر عن رغباتهم الخاصة , ومن المهم جدا الانتباه هنا إلى الفرق بين تعريف الطفل على نشاط جديد , وبين الافتراض أنه إذا استمر فيه لفترة طويلة فسيتعلم أن يحبه .
2ـ لا تتوقعي أن يتحول إلى رقيب بالوكالة :
من المهم أن لا تتوقعي من طفلك الأكبر أن يصبح جليسا لإخوته الأصغر سنا , يقول د." كيفن ليمان " وهو عالم نفس متخصص بالتراتبية العائلية :" لا يجوز أن يتحمل الطفل , ولمجرد كونه الأخ الأكبر , الخطايا والآثام التي يرتكبها إخوته الأصغر سنا ".
3ـ ابتعدي عن المبالغة :
قاومي رغبتك العارمة بإعادة تنظيف الأسطح أو الأشياء التي قام طفلك الأكبر بتنظيفها بالفعل , لأن هذا يعزز النزعة الأصيلة في نفسه للوصول إلى الكمال .
4ـ ساعديه كي يتمكن من رؤية الصورة الأكبر :
يميل الأطفال الأبكار إلى التركيز على إتقان المهمة التي بين أيديهم , بحيث يعجزون عن الانتباه إلى أي أمر آخر .
يفسر لنا د."ليمان" هذه النقطة بالقول:
" إن الميل نحو الكمال ليس مؤشر قوة على طول الخط .. إذ هل من الضروري أن يسهر طفلك ذي الثمانية أعوام , حتى ساعة متأخرة من الليل لإحراز علامة عالية في مشروعه العلمي ؟.
أم الأهم أن يكون مشروعه جيدا , وأن يكتشف النظام الشمسي , وأن يكون مستمتعا في الوقت نفسه ؟.. " .
5ـ لا تحاولي التركيز على مواهبه وقدراته , إنما قومي بالتركيز عليه شخصيا :
نتعامل جميعا مع أطفالنا كانعكاس لنا في المرآة .. ونحن فخورون بالتأكيد بطفلنا البكر , ومن الرائع حقا أنه يحرز علامات ممتازة , وأنه قادر على لإتقان كل ما يقوم به , وأن لجميع يحبونه .
لكن من المهم أن نتأكد من أن حماسنا الأبوي نحوه لن يتحول إلى عبء على عبقريّنا الصغير .
يقول الخبراء :" في محاولتهما الحصول على أفضل الإنجازات التي يمكن للطفل تحقيقها , يمكن أن ينزلق الأبوان إلى مأزق محاصرة طفلهما البكر .
فهما يمارسان الكثير من الضغوطات عليه كي يصبح كاملا .. ومن هنايجب علينا بالتالي توجيه الثناء على شخص الطفل بالذات , وليس على المهارات التي يمتلكها .
حتى أكثر العبارات الحيادية كقولكم : أحسنت .
يمكن أن تفعل فعلها , ويمكن مضاعفة تأثيراتها الإيجابية عن طريق إضافة مديح موجّه نحو شخصه , لا نحو الإنجاز الذي حققه , على سبيل المثال : نحن فخوران بك كثيرا ".
6ـ شجعيه على الصبر :
من المهم إدراك حقيقة أن الأطفال الأبكار يحتاجون بصورة خاصة إلى معرفة القواعد بوضوح , لذلك من المهم أن يتحلى الأبوان بالصبر , ويأخذا الوقت الكافي لشرح الأمور بالنسبة للصغير من الألف إلى الياء .
وهذا سيمنحه مثالا طيبا ليحتذي به , كي يتحلى بالصبر مع أقرانه كما يتحليان به معه .
7ـ علموه كيفية الوقوف في منتصف الطريق :
الرفض هو الرد الأكثر شيوعا لدى لأطفال الصغار , لكن قد يكون الأمر مضاعفا لدى الأبكار منهم , حيث إنهم يميلون إلى امتلاك الصفات القيادية , وهذه الصفات كثيرا ما تتضاهر بصورة عدوانية أو تسلطية .
فإذا أصرّت ابنتك على أن تلعب لعبة " بيت البيوت " على طريقتها الخاصة , فإن قلة حساسيتها قد تجعلها منبوذة من أقرانها , وبالتالي من المهم أن تشرحي للطفل أن الأسلوب المتسلط والدكتاتوري في اللعب مع الأصدقاء ليس أسلوبا مناسبا , وذلك من خلال تشجيعه على المشاركة والقبول بالتسويات .
في المرة القادمة وعندما ترفض مشاركة منزل الباربي مع أختها الصغيرة , حاولي أن تقترحي على الأختين المشاركة بنشاط غير متمحور حول ملكية خاصة بواحدة منهما , كلعبة " الحجلة " مثلا أو التلوين بواسطة الأصابع , وذلك لتقوية العلاقات الأخوية , لكن من دون إثارة نزعات الملكية والأنانية بينهما .
8ـ لا تعاملوه وكأنه تحفة ثمينة قابلة للكسر :
تذكروا دائما أنكم أمهات وآباء ولستم رجال شرطة , وعلى هذا فإن طفلطم البالغ من العمر سبعة أعوام لن يتحول إلى مجرم بالتأكيد , عندما يلعب بسباق السيارات على الـ xbox .
على الرغم من أنك تشعرين أن الطريقة الأفضل لتربية طفل مهذب هي من خلال إغراقه بالكثير من القواعد والآداب , " هذا فيما عدا تنشئته داخل فقاعة زجاجية بالطبع " , إلا أن هذا قد يكون بمثابة قنبلة موقوتة على وشك التمرد والانفجار في أي لحظة .
لذلك بدلا من محاولة تنشئته كطفل آلي , حاولي التأكيد على القواعد الضرورية بالفعل , والتي لا يمكن الاستعناء عنها , ومن الضروري أيضا أن تفسّري له أسباب فرضها .
وهذا لن يسمح للطفل بفهم الأسباب التي تدفعك إلى التصرف فحسب , إنما سيتيح لك الفرصة للتأكد مرة أخرى مما إذا كانت مطالبك منطقية كما تظنين أم لا .
وبما أنها تجربتك الأولى مع الأمومة فقد يكون من الأفضل أن تخففي من فبضتك الحديدية قليلا .
9ـ تذكروا أنه إنسان كامل وله إرادته الخاصة :
الحصول على طفل يطيع كافة الأوامر بمثابة حلم , أليس كذلك ؟.
حسنا , تخيلوا طفلكم الضغير قد تحوّل إلى شخص بالغ ذليل وخانع ولا همّ له سوى إرضاء الناس , وقد سمح لنفسه بالتحول إلى شيء اشبه ما يكون بممسحة أقدام للآخرين .
إن المشكلة الحقيقية في التعامل مع الطفل المفرط في الطاعة , هي أنه وعلى الرغم من براعته الفائقة في فن التسوية , إلا أن الأبكار المطيعون يتعرضون بكثرة , وعندما يكبرون للاستغلال , من قبل المحيطين بهم في العالم الخارجي .
لذلك احرصوا على أن تبيّنوا لهم بوضوح كيفية وضع الحدود , وذلك من خلال منحهم مسؤوليات متناسبة مع أعمارهم .
10ـ أمضوا بعض الوقت معه وخصوصا إذا كان لديه عدّة أشقاء :
يقول د."ليمان" :" إن الأبكار يستجيبون بصورة أفضل لصحبة البالغين بالمقارنة مع إخوتهم في المواقع التراتبية الأخرى في العائلة , وهم يعانون كثيرا من الشعور بأن الأبوين لا يعيرانهما الكثير من الاهتمام , لأنهما يركزان دائما على إخوتهم الصغار .
حاولوا أن تأخذوا الأخ الأكبر بمفرده بين الفينة والأخرى , لتناول الحلوى أو لأداء بعض المهمات .. حيث أن قضاء بعض الأوقات المميزة مع الطفل الأكبر يزيح عنه أيّة مشاعر سلبية , قد تتملكه تجاه إخوته الأصغر سنا ".
ـ المرجع :
ـ مجلة طفلنا : السنة الثانية ـ العدد 21 ـ جوان 211م .
ـ ألحوظة : البحث نقل بلفظه ( حرف بحرف ) .