1ـ ابنك يتصرف كما تتصرفين انت :
يجب أن تعلمي أن ابنك يراقبك ليأخذ المفاتيح التي تحدد له كيفية سلوكه في العالم الخارجي .
أنت المثال الأعلى , لذا استغلي تصرفاتك لكي تكون الدليل بالنسبة إليه .
إن أفعالك غالبا ما تكون أكثر أهمية من أقوالك , لذا إن كنت راغبة مثلا أن يستخدم ابنك كلمة " لو سمحت " عند طلب أي شيء , قومي باستخدامهال انت أولا , الأمر ذاته ينطبق على الصوت العالي , فإن كنت تريدين من ابنك ألا يتحدث بصوت عال , تحدثي أنت بصوت هادئ ومنخفض .
2ـ أظهري مشاعرك أمام ابنك :
أخبريه بصراحة كيف يؤثر عليك أي تصرف يقوم به , فهذا يساعده على أن يفهم مشاعره تجاه هذا الأمر من خلالك , كالمرآة تماما , يدعى هذا الفعل بالـ " التقمص العاطفي " .
في عمر الثالثة يقوم الطفل غالبا بهذا التقمص بشكل حقيقي , لذا فهو سيتأثر حتما عندما تقولين :" أنا منزعجة بسبب الضجة التي تصدرها والتي تمنعني من التحدث على الهاتف " .
اعلمي أنك حالما تبدئين جملتك بكلمة "أنا" فإنك تعطين طفلك فرصة أن يرى الأشياء من وجهة نظرك.
3ـ أثني على طفلك عندما يفعل شيئا جيدا :
إن هذا يعني ببساطة أن تطري على تصرفات ابنك الجيدة على الدوام , كأن تقولي على سبيل المثال :" إنك تلعب بشكل هادئ حبيبي , أنا سعيدة بالفعل من الطريقة التي تحافظ فيها على المكعبات فوق الطاولة ".
إن هذا أفضل حتما من الإنتظار إلى أن يرمي بالمكعبات على الأرض ويبعثرها , ما يضطرك عندها إلى انتقاده بل وحتى الصراخ في وجهه , هذه الملاحظات الإيجابية تدعى " الإطراء السلوكي " .
جربي أن تقولي ستة تعليقات إيجابية " مدح وتشجيع " مقابل كل تعليق سلبي " انتقاد أو تأنيب " , هذه النسبة ( 6إلى 1) تساعدك على إبقاء الأمور في حالة توازن معقول .
تذكري أن الأطفال إذا ما أتيح لهم الاختيار حصريا بين اللامبالاة والتأنيب , فإنهم سيختارون الاحتمال الثاني لأنهم لا يقدرون على أن تتجاهليهم أنت بالذات .
4ـ انزلي إلى مستوى ابنك :
أن تركعي أو تقرفصي إلى جوار ابنك فذلك أداة بالغة القوة تساعدك على التواصل معه بطريقة إيجابية , إن الاقتراب من أطفالك يسمح لك أن تشاركيهم أفكاهم وأحاسيسهم , كما يساعدهم على التركيز اكثر في ما يقولونه أويفكرون به.
إذا كنت قريبة من ابنك وشعرت أن تركيزه شديد معك , فلا حاجة أن تجعليه ينظر إليك .
5ـ أنا أسمعك :
الإصغاء أداة أخرى فعالة لمساعدة الأطفال على التعامل مع عواطفهم و أفكارهم , إن الأطفال يجنحون إلى الشعور بالإحباط إذا عجزوا عن التعبير عن أنفسهم بشكل جيد وفعلي , أي عبر الكلمات , لكنك عندما تكررين على مسامعهم أنك تحسين بما شعروا به في موقف ما , فإن هذا يساعدهم كثيرا في التخفيف من حدّة التوتر في داخلهم , كما يجعلهم يشعرون أنهم محط احترام وتقدير .
6ـ حافظي على وعودك :
ابقي على الاتفاقيات والعهود التي تقطعيها مع طفلك , إن طفلك سيتعلم أن يثق بك ويحترمك عندما تحافظين على وودك بصدق وتنفذينها , سواء أكانت إيجابية أم سلبية بالنسبة إليه .
لذا عندما تعدين طفلتك انكما ستذهبان في نزهة بعد أن تقوم بترتيب ألعابها , أو أنك ستغادرين المكتبة إذا استمرت بالركض وإصدار الضجة , كوني حريصة على تنفيذ هذا الوعد , لا مبرر للجدال عندها , فكلما أصرِّيت على موقفك , كلما كان الوضع أفضل لاحقا .
هذا يساعد طفلتك إلى حد كبير , فهو يخلق حولها بيئة ثابتة ومستقرة , ما يجعلها تشعر بالأمان والراحة .
7ـ قللي من المغريات :
اعلمي أن طفلك سيجد صعوبة بالغة بالابتعاد عن الكؤوس البراقة والملونة المعروضة أمامه في الخزانة , ستكون هذه الكؤوس جذابة للغاية بالنسبة إليه , ما سيدفعه إلى نسيان تعليماتك بخصوص وجوب عدم العبث بها .
حاولي أن تبقي كل ما يمكن لأطفالك أن يلعبوا به ويعرضهم للخطر الحقيقي في مكان آمن وبعيد عن أنظارهم .
8ـ اختاري الأساليب المناسبة للتقليل من فرص الشجار:
قبل أن تتورطي بالتعامل مع ما يقوم به ابنك , خصوصا غذا كان هذا يتعلق بنهره أو إيقافه عن اللعب , اسألي نفسك بداية :" هل هذا يهم فعلا؟ " .
إن محافظتك على الحدود الدنيا من التعليمات والطلبات والتعليقات السلبية , يساعد على تقليل فرص الشجار والجدال مع أبنائك .
القواعد مهمة جدا , لكن استخدميها فقط عندما تشعرين حقا بضرورة ذلك .
9ـ كوني قوية أمام الدموع :
لا يريد أطفالك حقا أن يكون مزعجين , لكن إياك أن تستسلمي لهم عندما يبكون وينتحبون لفعل شيء لا توافقين عليه , لأن هذا يعلمهم على فعل ذلك مرار وتكرارا , دون أن تقصدي ذلك حتما .
"لا" بالتأكيد تعني "لا" وليس "ربما" , لذا لا تقولي "لا" إلا عندما تشعرين أنك تعنينها بالفعل .
إذا ما قلت "لا" مرة واستسلمت لهم من بعدها , فإن أطفالك سيتعلمون أن يبكوا أكثر في المرة القادمة على أمل أن يحصلوا على الحظ السابق نفسه من جديد .
10ـ كوني بسيطة وإيجابية :
سيتعلم ابنك كيف يلتزم بما تريدين منه بشكل أفضل عندما تطلبين ذلك بشكل بسيط وواضح .
" امسك يدي عندما نعبر الشارع من فضلك " , إن قول الأشياء له بطريقة عقلانية وواضحة يساعده على التفكير بشكل إيجابي , على سبيل المثال , فإن جملة " أغلق الباب لو سمحت " أفضل من جملة " لا تترك الباب مفتوحا وراءك " .
11ـ المسؤوليات والنتائج :
إن نسبة إمكانية جعل الأطفال يتحملون مسؤوليات متعددة تزداد حسب تقدمهم بالعمر , بإمكانك عندما يكبر ابنك قليلا أن تجعليه يتحمل نتائج أفعاله , فليس مطلوبا منك أن تكوني " المنقذ الدائم " طوال الوقت .
مثلا , عندما تنسى ابنتك أن تضع سندويشاتها في حقيبة المدرسة , فإنها ستشعر حتما بالجوع أثناء الدوام , لا تسارعي إلى المدرسة , إذ لا ضير في أن تتحمل نتائج نسيانها ذلك لهذه المرة .
أحيانا وبسبب النوايا الحسنة والشفقة والعطف بكل تأكيد , يحرم الأهل أبناءهم من فرصة التعلم والاستفادة من التجارب التي يعيشونها .
من جهة أخرى عليك في بعض الأحيان أن تشرحي لابنك العواقب التي تترتب على تصرفاته , خصوصا تلك التي ترينها خطيرة أو غير مقبولة .
12ـ قولي ما تريدين ثم غادري المكان :
من المفاجئي أن تعلمي كم يصغي ابنك إليك حتى عندما لا يظهر عليه أنه يفعل ذلك , إن " النق " المتواصل والانتقاد هما أمران مملان بالنسبة إليك .
فضلا عن عدم جدواهما , عندما تريدين منه أن يتعاون معك لأي أمر كان , ذكّريه بعد مرة أو مرتين بالنتائج التي ستحدث في حال لم يستجب لك , أخبريه أن هذه هي فرصتة الأخيرة , ثم ابدئي بالعد حتى الرقم ثلاثة .
13ـ اجعلي طفلك يشعر بأهميته :
يحب الأطفال أن يشعروا أنهم قادرون على المساهمة في شؤون عائلاتهم , لذا ابدئي بإعطاء ابنك مهمات صغيرة , واجعليها من نصيبه وحده , ليشعر أنه يلعب دورا هاما في الأسرة .
هذا , بلا شك سيدفع ابنك إلى الشعور بالفخر وتقدير ذاته أكثر , وستتفاجئن به يصر على القيام بما هو مطلوب منه بأقصى درجات الاهتمام والانتباه .
14ـ هيّئي نفسك لمواجهة التحديات :
هناك أوقات تشعرين فيها بالإنهاك , جراء متطلبات العناية بابنك وبيتك وحياتك كلها , فكري بكل واحدة منها على حدة , وضعي خططا وجدولا زمنيا لكل منها .
15ـ تمتعي بروح الدعابة :
من الطرق الفعالة في محاربة التوتر والمشاجرات المحتملة , أن تستخدمي الدعابات والضحك , لكن احذري من الضحك على ابنك أو الاستخفاف به أو بأي جانب يتعلق بشخصيته .
إن الدعابة التي تجعل كلاكما يضحك هي المطلوب القيام بها , فالأطفال حساسون للغاية , وقد تتأذى مشاعرهم إذا ما شعروا أنهم محط سخرية من قبل الآخرين .
ـ المرجع :
ـ مجلة طفلنا : العدد 3: ديسمبر 2003 .
ـ ألحوظة : النص نقل بلفظه " حرفيا " .