شكلت نحو 12 دولة أوروبية تكتلا أو ''كونسورتيوم'' من عشرين مؤسسة متعددة الجنسيات من بينها مجمع ''سيفيتال'' لإطلاق مشروع ''ديزرتيك'' لإنتاج وتوزيع الطاقة الكهربائية الشمسية انطلاقا من الصحراء الإفريقية ابتداء من منتصف جويلية الجاري.
ويخطط هذا التجمع الذي تقوده ألمانيا لإنتاج الطاقة الكهربائية في دول الساحل الإفريقي وشمال إفريقيا، وعلى رأسها الجزائر، باعتباره البلد الذي يستحوذ على أفضل مناطق إنتاج الطاقة الشمسية، ليتم نقلها إلى دول الاتحاد الأوربي، حيث ستغطي 15 بالمائة من حاجيات الأوروبيين من الطاقة الكهربائية بحلول .2025
ومن هذا المنظور، سيعمل ''كونسورتيوم'' على الضغط على الجزائر بشكل غير مباشر لدفعها على الموافقة على بناء محطات استغلال الطاقة الشمسية على أراضيها، لا سيما بعدما أبدت الحكومة تحفظات بشأن المشروع الأوروبي لتطوير الطاقات المتجددة دون استشارتها، ولا حتى التفاصيل المتعلقة بفتح السوق الأوروبية لشركات تسويق الكهرباء لشركات أخرى مثل سونلغاز، وكذا إمكانية منح فرص نقل التكنولوجيا، وإقامة مشاريع لتصنيع قطع الغيار وتكوين اليد العاملة المختصة في الصيانة، بالإضافة إلى خضوع الشركات الأوروبية إلى القانون الجزائري.
وفي ذات السياق، يؤكد عدة خبراء أن جمع ما يقارب 400 مليار أورو لإنجاح المشروع يعد بالمبلغ الضخم وأمر كهذا فائق الصعوبة، بالنظر للظروف الحالية للاقتصاد العالمي والأزمة المالية التي لم يتعاف منها بعد.
وعليه، فإنه من الجلي، بحسب أكثر من خبير، أن يتم إنجاز المشروع ''الأورو متوسطي'' على عدة مراحل وسيكون موزعا على أكبر قدر ممكن من الدول الإفريقية، خاصة وأن ''ديزرتيك'' ليس نظرة ''مستقبلية بعيدة''، ولا خطة ''حالمة''، بل تكنولوجيا فعّالة سيتم تجسيدها في غضون السنوات الثلاث القادمة. وأكد ''تورستن ييورك'' مدير المجمع الألماني مطلق المشروع ''مونشنر روك'' بأنه قد شرع في التفاوض بشأن هذا المشروع مع الجزائر، قصد الوصول إلى حلول مرضية معها، تتلخص في الاستفادة من نسبة معتبرة من الطاقة الكهربائية المستخرجة موجهة للاستهلاك المحلي أو التصدير.
وتشير التوقعات الحالية إلى أن نصيب مساهمة الطاقات المتجددة في إنتاج الطاقة بالجزائر بفضل البرامج المسطرة إلى 5 بالمائة سنة 2017 وإلى 35 بالمائة سنة 2040 بفضل البرامج الحكومية التي تنصب على تعويض المحروقات باعتبارها ثروة زائلة على المدى الطويل، ولهذا تعمل جاهدة على تنويع إنتاج الطاقة المستمدة من الشمس والرياح، من خلال الصندوق الوطني للطاقات المتجددة الذي يمول من الجباية البترولية بنسبة 5ر0 بالمائة والمخصص لتطوير مشاريع الطاقات المتجددة.
وبموجب هذا المشروع، فإنه سيتم زرع هوائيات شمسية في منطقة الصحراء بالجنوب الكبير على الحدود المغربية وغيرها من نقاط الإنتاج، ومن ثمة ربط الشبكة الضخمة بمحطة توليد الكهرباء ليتم نقلها عبر خطوط ذات توتر عالي عبر البحر المتوسط. ويقدر خبراء المشروع المساحة التي سيغطيها ''ديزرتيك'' بـ 300 كلم2 مغطاة بالهوائيات الشمسية، فضلا عن شبكة تمتد على طول 2000 كم، تتطلب لوحدها استثمارا بأزيد من 200 مليار أورو.