ألعاب البحر الأبيض المتوسط :
علامة كاملة للقفاز الجزائري بخمس ذهبيات من خمسة نهائيات
استطاع ملاكمو المنتخب الوطني الجزائري أول أمس، من إعادة أمجاد الجزائر إلى الواجهة، بعد المشاركة الإيجابية في منافسات الدور النهائي للملاكمة من فعاليات ألعاب البحر الأبيض المتوسط الجارية منافساتها بتركية، وكانت القاعة الرياضية لمدينة مرسين على موعد مع الحدث الرياضي التاريخي في تاريخ الألعاب البحر الأبيض المتوسط، حيث لم تشهد هذه الألعاب تحقيق خمس ذهبيات في هذا التخصص.
خمس ميداليات في خمسة نهائيات
بالحديث عن سهرة الأربعاء فقد شهدت رفع الراية الوطنية في سماء القاعة الرياضة لمدينة مرسين خمس مرات، بعد ما أهدى الملاكم «محمد فليسي» أول ميدالية ذهبية في وزن 49 كلغ إثر تغلبه على الملاكم التركي «فرحات بهليفان» بنتيجة ( 3/0) في المنازلة التي كان الجميع فيها ينتظر فوز التركي على فليسي نظرا للحضور الجماهيري الغفير لمؤازرته، لكن يقظة الملاكم الجزائري وتعطشه لنيل الميدالية الذهبية عرف كيف يقلب الموازين لصالحه ويحقق أول فوز للجزائر في الألعاب المتوسطية.
بن عزيز على خطى فليسي
لم تتوقف مسيرة مشاركة المنتخب الجزائري للملاكمة عند ميدالية محمد فليسي، بل دخل الملاكم «رضا بن عزيز» في وزن 56 كلغ جو المنافسة بنية الفوز لا غير، حيث تمكن من الفوز في المنازلة الثانية من عمر الدور النهائي، إثر تغلبه على الملاكم المصري» عبد الإله هشام» في الجولات الثلاث، بعد ما كان قد تأهل على حساب التركي « توبكاكان».
عبدالقادر الشادي يحقق الميدالية الثالثة
بعد أن عمت فرحة الانتصارات مدرجات القاعة الرياضية للملاكمة بتواجد العديد من عناصر المنتخبات الجزائرية من أجل مناصرة منتخبنا الوطني الجزائري للفن النبيل من هذه الأمسية الرائعة، عادت الثقة إلى الطاقم الفني وبقية الملاكمين الجزائري، ما سمح للملاكم عبدالقادر في وزن 64 كلغ من الفوز بالميدالية الذهبية الثالثة للجزائر على حساب الملاكم التركي «فتيح كيليس» بنتيجة ثلاث جولات.
عبادي يضيف الرابعة
كما توج الملاكم الجزائري إلياس عبادي بالميدالية الذهبية لوزن 69كغ بعد تغلبه يوم الأربعاء في المنازلة النهائية على الإسباني ياكوبا سيسوكو آندياي بنتيجة (3-0) في دورة العاب البحر المتوسط 2013 بمرسين وتفوق عبادي أمام نظيره الاسباني آندياي في الجولات الثلاث علما أنه كان قد تأهل إلى النهائي على حساب الايطالي ألفونسو دي روسو بنتيجة 3-0.
ختامها مسك من البطل العالمي بن شبلة
من جانبه أبى البطل العالمي عبدالحفيظ بن شبلة إلا أن تكون السهر الجزائرية كلها انتصارات وهو ما أكده من خلال ضمان الميدالية الخامسة في السهرة ذاتها لتحقق الملاكمة الجزائرية إنجازا غير مسبوق، حيث لم يسبق للجزائر أن توجت بخمس ميداليات كاملة خلال يوم واحد في جميع مشاركاتها الدولية السابقة.
الصحف التركية تعترف بإنجاز الملاكمة الجزائرية
كتبت جريدة «أكادينيز» الرياضية التركية في عنوانها أن منتخب الجزائري للملاكمة أصبح ملك رياضة الفن النبيل دون منازع خلال الدورة المتوسطية، بعد ما تمكن من تحقيق إنجاز كبير، والذي جعلهم يدخلون التاريخ من بوابة الألعاب المتوسطية وكتب صحفي الجريدة أنه من المستحيل أن يشارك منتخب في خمس نهائيات ويحقق الفوز فيها جميعها فهذا يعد إنجازا تاريخيا لم سبق لأحد أن حققه من قبل.
الجزائر تقفز إلى المركز التاسع
نجح المنتخب الجزائري للملاكمة في الارتقاء بالجزائر إلى المركز التاسع في الترتيب العام للمرة الأولى منذ انطلاق دورة الألعاب البحر الأبيض المتوسط في نسختها 17المقامة حاليا بتركيا من حيث الميداليات التي حصلت عليها الجزائر، والتي وصلت 15 ميدالية متنوعة منها 6 ميداليات ذهبية و9 ميداليات برونزية، وذلك في ختام منافسات اليوم السابع للدورة، وكان لأبطال الملاكمة الكلمة العليا في تحقيق هذا الإنجاز وبذلك تتقدم الجزائر على المنتخبين التونسي والمغربي برصيد 15 ميدالية، وتأتي إيطاليا في المركز الأول برصيد 131 ميدالية بمختلف ألوانها ثم تركيا في المرتبة الثانية برصيد 83 ميدالية والمنتخب الفرنسي في المركز الثالث برصيد 66 ميدالية، وتعتبر هذه الخطوة قفزة نوعية للمشاركة الجزائرية خلال الألعاب المتوسطية، بعد ما كانت تتذيل المراتب الأخيرة باحتلالها المركز الأخير في الأيام الأولى من المنافسة المتوسطية. وتعتبر هذه النتيجة الأولى في تاريخ ألعاب البحر الأبيض المتوسط، والنادرة من نوعها حيث لم يسبق لأي بلد التتويج
فليسي محمد: «اضمنوا لنا لقمة العيش على الأقل»
اعتبر الملاكم محمد فليسي صاحب أول ميدالية ذهبية في دورة الألعاب البحر الأبيض المتوسط المقامة حاليا بتركيا، أن الملاكم الجزائري لا يزال يعاني من التهميش رغم النتائج المحقق على غرار الميداليات الخمس المحققة أول أمس، معتبرا أن أغلب الملاكين المتوجين بالذهب بتركيا لا يحوزون على وضيفة من كسب لقمة العيش. وأوضح فليسي في حديثه معنا عن آماله أن تكون النتائج الرائعة المحققة في مرسين دافعا للمسؤولين من أجل إيجاد حل لهذه القضية.
أولا نهنئك بالإنجاز الذي حققته، باعتبارك أول رياضي جزائري يهدي الذهب للجزائر في دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط بمرسين، كيف تصف شعورك في هذه اللحظة؟
إنه شعور رائع ولا يوصف، أنا جد سعيد بما حققته للجزائر، وفرحتي مضاعفة بالنظر إلى أنها الميدالية الأولى بالنسبة لي في بطولة ألعاب البحر الأبيض المتوسط، كما أنها الأولى للجزائر في دورة مرسين الحالية.
كيف كانت المناالة أمام منافس لعب على أرضه وأمام جمهوره؟
المنازلة كانت صعبة أمام
الملاكم التركي القوي، وكان مدعوما من طرف الآلاف من أنصاره، لكنني نجحت في تقديم مجهودات مضاعفة وتحقيق الذهب.
وهل كنت واثقا من إحراز الميدالية الذهبية؟
قبل البطولة لم أكن أتوقع ذلك ، كنت ألعب كل منازلة و أقدم كل ما لدية من أجل الوطن، وأحمد المولى الذي وفقني من أجل الوصول إلى النهائي والفوز باللقب.
وإلى من تهدي هذا الفوز؟
في الأول أريد أن أهدي هذا لإنجاز إلى أبي وإلى جميع العائلة بمدينة بومرداس ، وكذا مدربي، وجميع من ساعدني، ولن أنسى الشعب الجزائري الذي يستحق التتويج، كما أتقدم بالشكر إلى رئيس الجمهورية ، والوزير محمد تهمي الذي أكد دعمه لي.
وهل وفرت لكم الاتحادية جميع الوسائل لتحقيق الإنجاز؟
حقيقة لقد حضرنا جيدا لبلوغ هذا المستوى قبل الدخول في غمار منافسة الألعاب المتوسطية من أجل الظهور بوجه أفضل، وتحقيق نتائج إيجابية ونحمد المولى على هذا، فقد جاءت النتائج، لكنني أريد التأكيد على شيء هام، وهو غياب الاهتمام بالملاكمين، والذي قد يدفع أغلبيتهم إلى التوقف أو اختيار الاحتراف، الملاكم الجزائري يعيش وضعية جد صعبة. ومعظمهم لا يملك حتى وظيفة ليوفر لقمة العيش، والرياضة قد أحذت وقتنا وهذا دون أن يعطى لنا الاهتمام الكافي.
سمعنا مثل هذا الكلام بعد أولمبياد لندن مؤخرا فهل بقيت الأمور على حالها؟
نعم، لكن الأمور بقيت على حالها إلى حد الآن، فنريد على الأقل أن يمحوا لنا وضيفة من أجل العيش، الفوز بالميداليات يجعلنا نتحصل على منحة، من أجل قضاء مصاريف أيام محددة، ثم لا تجد المال الكافي لمواصلة العيش، أين هي السلطات، وأين الاهتمام بالرياضيين.
مبعوثنا إلى تركيا: محمد بلحوت