وحدي.. يا لَــكثرتي
وحدي
وحدي على غيمٍ
يسابقني ويرحل في دمـي
وحدي
أراكضُ مبهَماً
والريحُ تسخو أغنياتْ
وحدي..
ويخذُلني فمـي
والوافدونَ مع الضّجرْ
مع آخر الضجرِ الذي غابتْ بوارقُهُ
ولم تَرعد سماه
برزوا دمَى.. شوكاً..
ويَرهبُ مقدَمـي
وحدي
على كفِّي زوابعُ من رهَجْ
وسنابكٌ تحفُو خُطايْ
أمضي
على مُهري الحرونِ
وأزدري حتفاً
تُمرّغهُ يدايْ
وحدي..
وتَسأمُني لظايْ
***
سِرْ واحداً
لا تكترثْ..
فالشّمسُ تطلُع واحدَه
والغيمُ يحجُبُ منْ كريمِ مسارِها،
لكنّها تمضي...،
وتمضي واعِدَه
والغيمُ منتفِشٌ على مرأى الضياءْ
فلَربّما كلُح النهارُ،
وربما انقلَب الفضاءْ
لكنها تمضي:
"الشمسُ تمضي واحدَه"
***
سرْ واحداًً
لا تلتفتْ..
ما في الجماعة من أُنُوفْ
-سر واحدا لا تلتفت، والصبح موعدُهم قريبْ-
والكلّ أسدلَ أذنَه للبغيِ
وانصرف الأَنوفْ
وازداد هذا الشرُّ يا ربِّي
وقد بلغ الزُّبَـــى..
- يا ربِّ: سِرَّ الضيفِ والوعدَ الحبيبْ-
والقوم أغشاهم تكاثر قُزَّمٍ،
آذانُهم مسدولةٌ
حالَ النعَيْجة والخروفْ
***
والشرُّ مثلُ الحقّ: مُنْبلجٌ،
ويَدْعَمه انتصارْ
لكنّهُ حرِدٌ
وليسَ لهُ يدانْ
كيْما يعانقَ عمرَه فيطولْ
والشّرُّ مثلُ الحقِّ: مُنبلِجٌ،
ويدْعَمُهُ انتصارْ
لكنّهُ كسِحٌ
وليس لهُ السّاقُ المتينةُ في الثّرَى
فغَدََتْ عليه قوافلُ من ذُبُولْ
- والشرُّ مبعثُه الذّهولْ-
الشّرُّ أبترُ
وحدَه في المُعْجَم العَربيِّ
وليْسَ لهُ رديفْ
مَنْ ذا يُرادفُهُ؟
ويشرحُ حالَه؟
ما في العبارةِ لفظةٌ أخرَى،
الشرُّ لونٌ واحدٌ،
واللهِ لونٌ واحدٌ:
عندَ الجهولِ،.. لدى الحصيفْ
***
وحْدي إذاً؛
زوَّادتي ريحٌ ورملٌ منْ هَجيرْ
أمضي...
إلى وعْدٍ تَكحَّلَ بالضياءْ
وعلى وُجُوهِ الوافدينَ مع الضّجرْ
غضَبٌ تكحَّل بالسَّديرْ
***
وحْدي إذا:
خيْلي تُغالبُ صوتَها العالي
وتبتلعُ اللِّجامْ
خيْلي تعانقُ
ها الأمامْ
- والدربُ يملؤه الزحامْ-
لكنها تمْضِي حَرُونَا
لا تبالي بالرّكامْ
-بشرٌ ركامْ-
بشرٌ ويُسْدلُ أذنَهُ
يا ضيعةَ الاسمْ
يا ضيعةَ البشرِ الرّكامْ
***
وحدي؛
ويأسَرُني نداءُ الروحِ
يعلو ويكبُرُ في المدَى
صوتُ الإلهِ
الحقُّ
والعدلُ الجميلْ
وحدي إلى الصوتِ الكبيرِِ
تَقَطَّرَ بالنّدَى
أنا راحلٌ..
دومًا مَدَى
وأنا: كثيرْ .
وأنا كثيرٌ
في المُنى،
في الحلمِ،
في اللفظِ البهيجْ
حوْلي تُغردُ أعراسُ اللغَه
وقصائدي الأولَى
يُقمِّطُها النّشيجْ
وعلى يميني من "أنا": عددٌ يُسافر في الدروبْ
وعلى يساري من "أنا":
مددٌ..
ويملؤها الدروبْ
والوافدونَ مع الضجرْ
مع آخر ضجرةٍ شهِدتْ لقائي
الخارجون من الظلامِ،
الراضعونَ على الشرورِ،
اللاعقُون قذَى الحذاءِ
لن يَشْرُفوا بشذى إزاري
ولَهِي كبيرْ:
لا شأن لي بـ ...
شعر: د/ خليفة بوجادي