[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الحمل وظيفة طبيعية يقوم بها جسم المرأة بسهولة ويسر ما دامت الأخيرة
تتمتع بصحة جيدة ولا تعاني أي مشاكل صحية. وكان من سماحة الدين الإسلامي أن
خفف عن المرأة الحامل، وأباح لها أن تفطر في رمضان إذا لم تقدر على
الصيام. يرى معظم الأطباء والاختصاصيين أن الحامل التي تتمتع بصحة جيدة يمكنها
الصيام بعد استشارة الطبيب للتأكد من عدم تأثّر صحتها أو صحة الجنين
بالصيام.
تمر فترة الحمل بثلاث مراحل:
- المرحلة الأولى: الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، وتسمى مرحلة الوحم.
نتيجة التغيرات الهرمونية، تعاني الحامل من عوارض الوحم كالغثيان والتقيؤ
والدوار والقلق والتوتر وعوارض أخرى. لذلك يستحسن عدم صيام من تعاني من هذه
العوارض بشدة.
- الثانية: الفترة الوسطى من الحمل، وتمتد من الشهر الرابع إلى الشهر
السادس، فإذا مرت من دون أي مشاكل صحية كارتفاع السكر أو هبوطه أو الضغط أو
فقر الدم تستطيع الحامل الصيام.
- الثالثة: المرحلة الأخيرة من الحمل، وتمتد من الشهر السابع إلى الشهر
التاسع. قد تتعرض الحامل لبعض المشاكل الصحية كفقر الدم والسكر والإرهاق في
هذه المرحلة، لكن إذا كانت تتمتع بصحة جيدة تستطيع الصيام.
المرحلة الثانية أو الوسطى أفضل المراحل وأنسبها للصيام، بحسب صحة
الحامل. يُشار إلى أن ثمة حوامل لا يشعرن بأي انزعاج خلال فترات الحمل
كافة، بالتالي يستطعن الصيام كالأشخاص العاديين.
مدة الصيام
يؤكد الأطباء أن مدة الصيام لا تؤثر سلباً على صحة الأم أو الجنين في
حالة الحمل الطبيعي. لذا بإمكان الحامل أن تصوم خلال رمضان طالما تشعر
بقدرتها على ذلك. فالصوم بالنسبة إليها كما بالنسبة إلى الشخص العادي، يؤدي
إلى راحة النفس والجسد، خصوصاً إذا اتبعت قواعد صحية أساسية وأنظمة غذائية
للابتعاد عن أي متاعب جسديّة.
نصائح
غذاء الحامل خلال رمضان لا يختلف كثيراً عن غذائها في بقية الأشهر، سوى
بالتوقيت. إليكن بعض النصائح في هذا المجال:
- احتواء غذاء الحامل على العناصر الغذائية الرئيسة بكميات متوازنة،
وأهمها البروتينات بأنواعها، الأملاح المعدنية، الفيتامينات، الكربوهيدرات،
قليل من السكر والدهون، كثير من الماء، والعصائر الطازجة.
- عدم تناول أطعمة كثيرة خلال الإفطار والسحور لتجنب الشعور بامتلاء
المعدة وعسر الهضم، إضافة إلى تقسيم الوجبتين إلى ثلاث أو أربع.
- لا بد من حرص الحامل في المرحلة الأولى على توافر جميع العناصر
الغذائية الأساسية في طعامها مع الاهتمام بتناول فوليك أسيد لمنع التشوهات
في الجنين والفيتامينات المكملة للحماية من الأنيميا.
- في المرحلة الثانية من الحمل، يُنصح بالتزوّد بالكالسيوم المتوافر في
الحليب ومنتجاته كالزبادي والأجبان المختلفة واللبنة والقيمر (خالية أو
قليلة الدسم)، أو تناول أقراص الكالسيوم بحسب رأي الطبيب المختص. كذلك يجب
التزوّد بالحديد بتناول اللحوم على اختلاف أنواعها والبقوليات والبيض
والخضار الخضراء، إضافة إلى أقراص الحديد.
- في المرحلة الأخيرة، لا بد من زيادة الأغذية ذات السعرات الحرارية
العالية والألبان ومنتجاتها والعصائر.
- بدء الإفطار بتناول التمر لاحتوائه على سكريات بسيطة سهلة الامتصاص،
وشرب عصير طازج أو حليب خالي الدسم أو لبن خالي الدسم أو حساء لتنبيه
المعدة، وتُستحب الصلاة قبل تناول بقية الأطباق.
- تناول الخضار الطازجة والمطبوخة والفاكهة المختلفة لأنها مصدر رئيس
للأملاح المعدنية والفيتامينات وتبعد الإمساك.
- تناول كميات كافية من البروتين من مصادر حيوانية كاللحم الأحمر
والدواجن ومنتجات الألبان لضمان احتوائها على جميع الأحماض الأمينية
الأساسية، ولسرعة امتصاص الجسم لها.
- شرب الحليب أو اللبن مع الوجبات كافة لتوفير عنصر الكالسيوم اللازم
لبناء العظام.
- الإكثار من شرب الماء والسوائل وعصير الليمون بين الوجبات. هكذا تحافظ
الحامل على نسبة الماء في جسمها وتحميه من الجفاف، وتبقي جهازها البولي
نقيّاً من الترسبات المسببة للحصى.
- التزوّد بالمغنزيوم المتوافر في الحبوب الكاملة والبقول والتمور
واللحوم والحليب ومنتجاته والخضار الورقية، لا سيما أن النقص فيه يؤدي إلى
الإرهاق والوهن وتشنج العضلات. وهذه الأطعمة غنية أيضاً بحمض الفوليك
الضروري لنمو الجنين والوقاية من التشوهات الخلقية.
- الحصول على فترة راحة خلال النهار كي لا تُصاب الحامل بالإرهاق.
- على الحامل ممارسة رياضة المشي بانتظام لتقوية العضلات والحفاظ على
ليونة الجسم.
- وجبة السحور ضرورية للحامل ويُفضل تأخيرها قدر الإمكان. كذلك يجب أن
تحتوي على النشويات ومنتجات الألبان والفاكهة والخضار الطازجة، إضافة إلى
الفاكهة المجففة والبلح.
- التقليل قدر الإمكان من تناول الأطعمة الدسمة مثل المقليات والحلويات
كي لا تُصاب الحامل بعسر هضم وحموضة المعدة وتجنّب زيادة وزن.
- الابتعاد عن المخللات والبهارات والفلفل لتجنّب إفراز العصارة الحمضية
في المعدة.
- تجنب الإسراف في شرب الشاي أو القهوة والمشروبات الغازية والعصائر
كثيرة السكر.
- شهر رمضان ليس مناسباً لاتباع أي حمية غذائية تنحيفيّة.
حالات مرضية
على رغم فوائد الصيام المتعددة بالنسبة إلى الحامل، إلا أنّ الأطباء
يجمعون على ضرورة الإفطار في بعض الحالات المرضية، أبرزها:
- القصور في وظائف الكبد أو الالتهاب الكبدي المزمن.
- داء السكري الذي يعتمد علاجه على الأنسولين، ففي هذه الحالة قد تتعرّض
الحامل الصائمة لهبوط حاد بالسكر أو ظهور الأسيتون في الدم.
- الدرن الرئوي أو التهاب الرئة المزمن لحاجة الحامل إلى استخدام بخاخات
الاستنشاق.
- التهاب الكليتين والمسالك البولية لحاجة الحامل إلى شرب كميات كبيرة من
الماء.
- الحامل بتوأم أو أكثر.
- حالات تسمم الحمل كافة.
- عند الشعور بصداع شديد أو دوخة أو هبوط مع إجهاد عام وعدم القدرة على
القيام بأي نشاط.
- الحامل التي سبق لها الإصابة بجلطات في الأوعية الدموية أو المصابة
بها.
- الحامل التي تستخدم صمامات صناعية في القلب للحفاظ على سريان الدورة
الدموية.
- حالات أمراض القلب المصاحبة للحمل مثل هبوط القلب.
حالات طارئة
قد تكون الحامل قادرة على الصيام، لكن عليها أن تفطر في حالة التعرّض
للحالات التالية:
- حدوث هبوط مفاجئ في الوظائف الحيوية.
- انخفاض واضح في حركات الجنين، خصوصاً في الأشهر الأخيرة من الحمل.
- القيء المستمر، خصوصاً في الأشهر الأولى من الحمل.
- انخفاض ضغط الدم المفاجئ الذي لا يتحسن بالراحة.