تواترت الاشتباكات المسلحة في ليبيا حيث جرت مواجهات مساء الاثنين في كل من
العاصمة طرابلس وفي مدينة زوارة غربي البلاد، بينما زار رئيس
الحكومة الليبية عبد الرحيم الكيب برفقة رئيس أركان الجيش مدينة
سبها في الجنوب عقب النزاع بين القبائل العربية وقبائل التبو.
وقال
الكيب إن الحكومة شكلت لجنة للتحقيق في القتال الذي استمر أكثر من أسبوع,
وأكد أن الاعتداء على أرواح المواطنين مهما كان عرقهم يعتبر خرقاً للقانون،
وأن الحكومة لن تتساهل مع هذه الانتهاكات.
وكان نحو 150 شخصا قد قتلوا في الاشتباكات القبلية بمدينة سبها، كما أجبر المئات على النزوح من منازلهم الأسبوع الماضي.
وتُعتبر
هذه المعارك هي الأحدث في سلسلة اشتباكات تسلط الضوء على حالة عدم
الاستقرار في ليبيا، والتي تهدد بتقسيم البلاد على أسس قبلية ومناطقية منذ
أنهت انتفاضة العام الماضي حكم العقيد الراحل معمر القذافي .
وذكر مراسل الجزيرة في ليبيا أيمن الزبير أن اشتباكات
وقعت بين ثوار مسلحين بأسلحة خفيفة في منطقة جنزور غربي العاصمة طرابلس،
كما دارت اشتباكات أخرى بين ثوار مدينتي زوارة ورقدالين غرب البلاد بعد
اختطاف قوة من حرس الحدود من أبناء زوارة.
ووصل وفد من وزارة الدفاع الليبية إلى زوارة لبحث سبل وقف الاشتباكات
التي استخدمت فيها قذائف المورتر والدبابات والبنادق الأوتوماتيكية ونيران
المدافع المضادة للطائرات، والتشاور مع المجلسين المحلي والعسكري في
المدينة. وقام المسؤولان بجولة في المدينة التقيا خلالها طرفي النزاع.
وقال سكان محليون في زوارة إن الاشتباكات حول المدينة التي تبعد نحو 120
كلم غربي العاصمة طرابلس دارت بين مقاتلين من داخل البلدة التي يسكنها
بالأساس أعضاء من الأقلية الأمازيغية ومليشيات من منطقتي الجميل ورقدالين
القريبتين اللتين يسكنهما عرب في الأغلب.
وقال عضو المجلس المحلي لزوارة أيوب سفيان إنه لا تزال هناك بعض
الاشتباكات و"أصابتنا خلال العشرين دقيقة الماضية نحو 14 قذيفة مورتر،
وتعرضنا لنيران مدافع مضادة للطائرات من الجميل ورقدالين".
استجابة سريعة
وقال
أحد الأعيان المحليين إن قوات من الحكومة الليبية وصلت إلى منطقة النزاع
وأوقفت إطلاق النار وأفرجت عن الرهائن لدى الطرفين، وذلك في استجابة غير
معتادة من قبل الحكومة المركزية الضعيفة التي تُتهم ببطء الحركة لوقف
النزاعات المحلية الدموية والتي وقعت في أكثر من منطقة بالبلاد.
ومثل
أغلب المواجهات العنيفة التي تندلع في ليبيا، تبدأ الاشتباكات صغيرة
وسرعان ما تتصاعد في ظل عدم وجود قوة أمنية مناسبة لحفظ النظام مع وفرة
الأسلحة المتداولة.
رهائن وتعذيب
وذكر المتحدث باسم رقدالين رامي كنعان أن الاشتباكات اندلعت عقب احتجاز مقاتليهم 29 فردا من لواء زوارة كرهائن يوم الأحد.
وأطلق
سراح المحتجزين بعد ساعات قليلة، لكنهم قالوا إنهم تعرضوا للتعذيب أثناء
الاحتجاز، الأمر الذي أغضب سكان زوارة وأطلق شرارة القتال.
وأضاف كنعان أن المحتجزين كانوا عائدين من الحدود مع تونس حيث كانوا يساعدون
قوات حرس الحدود حديثة التدريب.
وأوضح أن الاحتجاز جرى بعد الانتهاكات التي ظل أفراد اللواء يمارسونها أشهرا
طويلة ضدهم بما في ذلك نهب الممتلكات.
ويقول سكان زوارة إن مقاتلي رقدالين كانوا يغتصبون نساءهم وينهبون
ممتلكاتهم ويهاجمون المواطنين العام الماضي.
وتقع زوارة على الطريق السريع الرئيسي الذي يربط طرابلس بتونس.
وقالت قوات الأمن التونسية إن معبر رأس جدير الحدودي الذي يبعد 60 كلم غربي
زوارة يعمل بشكل طبيعي اليوم.
يشار
إلى أن أغلب سكان زوارة الأمازيغ انضموا إلى الثورة باكرا ضد النظام
السابق، إذ يقولون إن ذلك النظام مارس ضدهم التمييز وكان يتجاهلهم في
التعيين للمناصب الحكومية العليا.
ويُعتبر سكان رقدالين -وأغلبهم عرب- موالين لنظام القذافي الذي سلحهم بكثافة خلال الحرب العام الماضي
.