لكل إنسان في هذه الحياة جانب مظلم لا يحب لأي أحد كان التدخل فيه أو المساس به
لأنه يخصه هو وحده و مهما كانت درجة قرب من حوله منه ليس لهم الحق بالتقرب منه او السؤال فيه
لأنه بمثابة تعدي و تجاوز الخطوط الحمراء له مثل من يفتش في أغراضك دون علمك و يحاول العبث بها
------
و من المتناقضات التي أصبح يراها الإنسان في حياته و في زمن إنقلبت فيه جميع المفاهيم لتصبح معكوسة
يجد الإنسان من حوله أصدقاء و أحبة يقاسمهم الحلو و المر و تجمعه بهم علاقات قوية و متينة ليست وليدة اللحظة
و يكون فيها تبادل النقاش و الكلام في مواضيع عديدة و مجالات متعددة حتى بمن فيها الحياة العادية
إلى هنا الأمر عادي و لكن توجد أمور كثيرة تحدث من طرف قد تكون سهو او بقصد و يكون مقرباً منا
تجده يطرح أسئلة كثيرة لا نهاية لها و يسأل في كل صغيرة و كبيرة و في جميع المجالات التي تخصنا
ليجد الإنسان في كثير من الحالات مجبر على الإجابة او الصمت
بعد ان لزم الصمت مرات عديدة و لم يفهمه الطرف الأخر بأنه لا يريد الكلام في ذلك المجال
و عليه أن يغير الموضوع من تلقاء نفسه
------
لأنه إذا خرج الإنسان عن صمته و يكون رده بعنف قد يخسره للأبد أو يجرحه في الصميم
و يبقى ينتظر إستفاقته لوحده ليكف عن التمادي في التعدي و البحث عن أمور لا علاقة له بها
ليجد الإنسان نفسه في صراع بينه و بين نفسه
متى يكف عن تصرفاته و تعديه الخطوط الحمراء و النبش في امور لا علاقة له بها !!
اليس لكل إنسان في هذه الحياة حدود في التعامل مع غيره و خطوط حمراء تُلزم عنا إحترامها
دون التسبب في الإحراج لغيرنا و المساس بأمور لا علاقة لنا بها لا من قريب و لا بعيد
و الصمت الذي يجد الإنسان مجبراً بإلتزامه لتطبيقه مقولة (اللبيب بالإشارة يفهم)
التي يتقن الكثير إستعمالها و هي ليس عجز و إنما رسالة واضحة تحمل بين طياتها الكثير
لكي يراجع كلامه قبل البدأ في الحديث .
------
إلى نوع أخر لا يجد حرجاً عندما تتعامل معه و يوقفك عندك حدك لما تتجاوز حدودك
و لا يبالي بأي شيء لأنه ليس لديه ما يخسره و ما إن تتعدى الخطوط الحمراء يضع لك النهاية
كما التي نشاهدها في الأفلام و لا يراجع نفسه حتى و لو كنت من أقرب الناس إليه
لأنك وقعت بنفسك في الخطأ و عليك تحمل ما أقدمت عليه
------
بين هذا و ذاك نجد أن الإختلاف واضح و لكنه في كلا الحاليتين يصب في خانة واحدة
و هي التعدي على حريات الأخرين و المساس بخصوصياتهم كمن يريد قبض أنفاسك و انت على قيد الحياة
منا من يصمت و يتركك لتراجع نفسك و منا من يصدمك بقوة و يضع لك حداً
تحت سؤال رئيسي
ماذا يمثل لك الجانب المظلم يا أدم ؟ و كيف تتصرف مع من يتعدى حدوده و يريد المساس به