الحياء عند البنت أن تستحي من الرجال الأجانب والحياء يكون في مواضع منها لباس الحشمة والعفة وعدم الخوض في الكلام الذي لا يليق ومناف للأخلاق الفاضلة وأيضا لا تبادر في الكلام الذي هو أكبر منها حتى في مجالس النساء وإن كان لها سؤال أشكل عليها فلها أن تسأل أمها فهي خير الصاحبة ويكون هذا طبعا على إنفراد عن أم سلمة أم المؤمنين أنها قالت : جاءت أم سُليم امرأة أبي طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت : يا رسول الله إنّ الله لا يستحي من الحق وهنا في هذا الموضع دل الحديث أن المعرفة والسؤال ليس حياء لابد للإنسان أن يسأل فيما أشكل عليه طبعا بأدب وهذا هو الحياء التأدب كما سألت أم سليم وقالت هل على المرأة من غُسل إذا هي احتلمت ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : نعم إذا رأت الماء وقد وردت في تعريف الحياء عبارات كثيرة , ولكنها متقاربة المعاني , فقيل : الحياء انقباض النفس عن القبيح وتركه لذلك . وقيل : الاستحياء الانقباض عن الشيء والامتناع منه خوفاً من مواقعة القبيح . وقيل : الحياء انفعال النفس وتألمها من النقص والقبيح بغريزة حب الكمال . وقيل : الحياء انكسار وتغير في النفس يلم بها إذا نسب اليها او عرض لها فعل تعتقد قبحه , فالرجل يستحي ان يفعل كذا , اي تنكسر نفسه فتنقبض عن فعله ويقال : استحيا من عمل كذا اي انفعلت نفسه وتألمت حين عرض عليه ان يفعله , فرآه شيئاً ونقصا.
وضد الحياء الوقاحة , وقد يقابل الحياء بالبذاء , ومن ذلك الحديث القائل : " الحياء من الايمان , والايمان في الجنة , والبذاء من الجفاء , والجفاء في النار ".
والبذاء هو المفاحشة , ولذلك يقابل الحياء ايضاً بالفحش , كما في الحديث القائل : " ما كان الفحش في شيء إلا شانه , وما كان الحياء إلا زانه ".وقالت السيدة عائشة :" لو كان الحياء رجلا لكان رجلا صالحا , ولو كان الفحش رجلا لكان رجلا سوءاً "
والله أعلم