خرجت بعض الأطراف في المدة الأخيرة لتشير إلى أن اللاعب مهدي لحسن لاعب "سانتندار" الإسباني لم يدل بأي حوار لأي صحيفة له جزائرية مستندة إلى حوار أجراه مع القناة الإذاعية الفرنسية "راديو مونتي كارلو". وتحرص "الهدّاف" على التأكيد أن كلام هذه الأطراف ونفيها على لسان لحسن إدلائه بأي حوار مع أي جريدة جزائرية لا يعني "الهدّاف" لا من قريب ولا من بعيد، لأن لحسن اعتاد أن يحدّثنا ولم يردّنا أبدا احتراما لنا واعترافا بمصداقيتنا. ومن أراد التأكد من ذلك فعليه أن يزور الموقع الإلكتروني لـ "الهدّاف" وسيستمع بأذنه للحوار الذي نشرناه يوم السبت الماضي في "الهدّاف" في الصفحة 24 وهو الحوار الذي أجريناه معه باللغة الإسبانية. ولمن أراد الإستماع إلى الحوار الصوتي وأيضا حوار لحسن مع "راديو مونتي كارلو" الذي لم يقل فيه إطلاقا أنه لم يتحدّث مع صحف جزائرية فيما يلي الحواران:
"يجب أن ألتقي سعدان ونحسم نهائيا في مسألة انضمامي إلى المنتخب الوطني"
"أنا على علم بكل ما يقال عني في وسائل الإعلام الجزائرية"
"في بعض الأحيان تصلني أخبار من الجزائر لا تبشر بالخير"
"لا أعلم إن كنت سألتحق بالتربص القادم، لأن هناك بعض النقاط التي يجب أن أوضّحها لسعدان"
"مشوار المنتخب الوطني كان مشرّفا ومفرحا في أنغولا"
"مدربنا لا يتحمل أي مسؤولية في هزيمتنا الثقيلة أمام أتليتيكو مدريد"
"سأكون محظوظا لو تزامن وجودي في سانتاندير مع رؤية مولودي الجديد" بعد نهاية اللقاء النصف النهائي الذي جمع أتليتيكو مدريد أمام راسينغ سانتاندير، التقينا في القاعة المختلطة بلاعبنا مهدي لحسن لملعب "فيسانتي كالديرون" بمدريد، كان سعيدا بمشاهدتنا لأننا نمثل الصحافة الجزائرية، لسانه لم يقلها، لكن تقاسيم وجهه دلّلت على ذلك، كان حذرا في كلامه عن المنتخب الجزائري وكل كلمة نطقها كان يقيسها بالمليمتر، وشخصيا، اكتشفت بأنه يريد الإلتحاق بـ"الخضر" والدفاع عن ألوان علم بلاده الأصلي، والشيء الوحيد الذي يزعجه هو رد فعل اللاعبين الحاليين، بما أنه يعلم أن الجزائر تحوز على مجموعة متلاحمة فيما بينها ولا يريد في أي حال من الأحوال أن يكون سببا في التأثير عليها بشكل أو بآخر، وهو يريد أن يطمئن فقط على أنه حضوره لن يكون مشكلا ولن يكون تحت رحمة نظرات الحقد والحسد التي قد يعاني منها من طرف زملائه الجدد مستقبلا، وعلى هذا الأساس، سيكون هناك لقاء بين سعدان ولحسن قبل موعد اللقاء الودي أمام صربيا، وعلى "الشيخ" أن يُقنع نجم سانتاندير أنه مُرحب به في "الخضر" وحضوره سيزيد من قوة المنتخب وليس العكس، ولا أحد يشك في قدرة "الحكيم" سعدان على إقناعه.. كان لنا معه هذا الحوار، الذي خضنا فيه مع صاحب اليسرى السحرية في كل المواضيع..
- هزيمة قاسية تلك التي منيتم بها أمام الأتليتيكو اليوم (4-0)، ما الذي حصل بالضبط ؟-
- ما حصل هو أننا لم نطبق كرة القدم المعروفة عن نادي راسينغ سانتاندير، والنتيجة هي أننا دفعنا الثمن "كاش" وبرباعية كاملة، والنتيجة كانت قادرة أن تصل إلى سبعة أهداف، فهذا من حسن حظنا.
- ما هو تفسير الهشاشة التي أبنتم عنها في إطار الكأس اليوم، في حين أنكم من بين أحسن الفرق في البطولة ؟
- صحيح أننا في أحسن أحوالنا في الدوري، إلا أننا اليوم (الحوار أجري بعد لقاء الكأس) خدعنا أنفسنا قبل كل شيء، وسأوضح أكثر، نحن فريق نطبق طريقة الضغط على المنافسين في مناطقه، أما اليوم فقد بقينا نشاهد عناصر الأتليتيكو وهي تطبق علينا نفس الخطة، ما يعني بأنهم درسونا جيدا، وأمام الأرمادة من النجوم والإمكانات التي يحوزها عناصر أتليتيكو مدريد، أظن أن الخطأ يكلف غاليا، والدليل هو أنهم سجلوا علينا أربعة أهداف بطريقة ذكية وبهجمات مضادة سريعة يجب أن نعترف أنها كانت غاية في الإتقان.
- هل هي نصائح مدربكم أم أن الخطأ كان فيكم ؟
-- لا، مدربنا لا يتحمل أي مسؤولية لأنه لم يطلب منا أن نلعب بمثل تلك الطريقة التي لعبنا بها اليوم والتي تختلف كليا عن طريقتنا المألوفة، صحيح أننا كنا نضغط، ونريد الفوز بأغلب الصراعات الفردية، إلا أننا كنا نصل إلى المنافس متأخرين جدا، ومختصر القول، هو أننا لم نكن في يومنا على طول الخط، ويبقى من المؤسف جدا أن نتلقى مثل تلك الهزيمة بعد المشوار الرائع الذي قطعناه إلى غاية الدور النصف النهائي، والمجهودات التي قمنا بها في الأدوار السابقة.
- أنت تتكلّم بتشاؤم وكأنه لا توجد مباراة العودة.
-- صحيح أننا لا نعلم ما يخبّئه لنا عالم كرة القدم المليء بالمفاجآت، لأنها الرياضة الوحيدة التي لا يُحترم فيها المنطق وتُلعب على جزئيات صغيرة جدا، لكن لو تعودوا إلى الوراء قليلا، وإلى الموسم الفارط على وجه التحديد، فستلاحظون بأننا هزمناهم بنتيجة (5-1) في إطار البطولة وهم يعلمون ذلك، وأظن أن مثل تلك السيناريوهات نادرا ما تتكرر، على العموم، يجب أن نحتفظ ببصيص من الأمل ونلعب بكل قوانا في ملعبنا مع صافرة البداية.
- لنبتعد قليلا عن ميادين الكرة، ودعنا نسألك، هل يمكننا أن نبارك لك ازديان فراشك بمولود أم ليس بعد ؟-
- لا ليس بعد، لكننا في انتظار المولود غدا أو بعد غد، وهذه المناسبة السعيدة ليست بعيدة.
- وهل ستكون حاضرا ؟-
- للأسف الشديد لا، وسأكون محظوظا لو تمت الأمور غدا (يقصد اليوم) لأني سأكون في سانتاندير وسأشاهد المولود، لكن إذا لم يحصل ذلك فإنني سأكون يوم الأحد مطالب بالتركيز على لقاء البطولة، ما يعني بأني سأضيّع فرصة مولودي وهو يرى النور.
- لنعد الآن إلى لبّ الموضوع إن صح التعبير، هل شاهدت كأس الأمم الإفريقية الأخيرة ؟-
- بطبيعة الحال، وقد تابعت كل اللقاءات تقريبا.
- وهل شاهدت الفريق الوطني الجزائري ؟-
- نعم شاهدت مبارياته وكان اللاعبون رائعين إلى حد بعيد، وقد وصلوا إلى الدور النصف النهائي قبل أن تعكّر بعض الأمور أجواء هذا الإنجاز الجيد، لكن على العموم مشوار "الخضر" كان رائعا ومشرفا إلى حد بعيد.
- كانت هناك بعض المؤشرات الإيجابية تدل على أن الجزائر تملك منتخبا قويا على غرار مباراتها أمام كوت ديفوار، إلا أنه بالمقابل لم يفهم أحد سبب الهزيمتين المفاجئتين أمام كل من مالاوي ومصر، ما هو رأيك شخصيا ؟
- من الطبيعي جدا أن نشاهد فريقا في كرة القدم اليوم يلعب جيدا وغدا بوجه مغاير، صحيح أنه أمام كوت ديفوار كنا في أوج إمكاناتنا البدنية والفنية ولكن ليس دائما نكون كذلك خصوصا إذا كان الفارق الزمني بين المواجهات قصيرا، ومن جهتي، سأتكلم عن المشوار بشكل عام وليس بتسليط الضوء على مباراة دون أخرى، ويمكنني القول أن عناصر المنتخب الوطني لم تكن سيئة إطلاقا ووصولها إلى الدور النصف النهائي من منافسة من هذا الحجم وأمام منتخبات قوية ليست بالمهمة السهلة إطلاقا.
- هل تعلم أن السؤال الذي يطرحه عشاق "الخضر" بقوة في الآونة الأخيرة هو : هل سيكون لحسن حاضرا في التربص القادم للمنتخب الجزائري ؟
-- لا أعلم بعد إن كنت سأكون معنيا بالتربص القادم للمنتخب الوطني الجزائري، لأن هناك بعض النقاط التي تتطلب أن نسلط عليها الضوء ونوضحها من الآن.
- لكن لم يبق لك الكثير من الوقت حتى تقرر لأن موعد مباراة صربيا لم يبق يفصلنا عنه إلا أسابيع قليلة وبالتحديد يوم الـ3 مارس القادم.
-- أعلم أن هناك لقاء وديا أمام صربيا في الثالث من مارس القادم، لكن هناك بعض الأمور التي قد تحصل قبل ذلك، ولكي أكون معكم صريحا، أقول بأني أعرف كل ما يُكتب عني في الإعلام الجزائري..على العموم، سألتقي بالمدرب سعدان من أجل أن نتخذ قرارا نهائيا سويا.
- أهذا يعني بأنك لم تتحدث بعد مع سعدان ؟
-- إذا كنت تقصد التربص القادم للمنتخب الوطني، أقول لك لا.
- لنفرض أن سعدان وجّه لك الدعوة رسميا لحضور التربص القادم، ماذا ستفعل ؟
-- سأتكلم أولا معه.
- هل نفهم من كلامك أن ما يكتبه بعض الإعلاميين في الجزائر وتخوفك من رد فعل اللاعبين هو الذي جعلك مترددا نوعا ما ؟
-- من البديهي جدا أن لا يكون حضوري مزعجا للبعض مهما كانت صفته.
- لكن، يجب أن تعلم أن الأمور تغيّرت كثيرا الآن.
-- بكل صراحة، لا علم لي بأي شيء، في بعض الأحيان تصلني معلومات من الجزائر لا تبشّر بالخير وأقرأ أشياء سيئة عني في بعض وسائل الإعلام، وفي أحيان أخرى تصلني أخبار تشجعني على الحضور، على كل أنا أحترم كل وجهات النظر والآراء التي تصدر في حقي، لكن لا أريد بالمقابل أن أكون سببا في بعض المشاكل، ولهذا السبب صرحت لكم من قبل بأني أريد أن ألتقي بسعدان أولا.
- ماذا تنتظر من المدرب الوطني، أو بعبارة أخرى على ماذا سيستند القرار النهائي الذي ستتخذانه ؟
-- على العديد من الاشياء.
- هل يمكن أن نعرف واحدة منها على الأقل ؟
-- إعذروني لن أبوح بأي شيء (يضحك)، سأتكلم أولا مع المدرب الوطني.