إذا عددنا المواد الموجودة في الأكل أو في الأوعية التي نستعملها للأكل , سنخاف وستصعب علينا تهجئتها .
فتالات وبيسيفينول . اي , يتناولهما الأولاد في الرضاعات , ربما نسبة من الزئبق عند الغداء , والديوكسين عند العشاء , هذا يجعل القلب يرتجف .
فإن نأكل أكلا متوازنا لم يعد يعني أننا نأكل طعاما صحيا , وقد أثبتت جمعية الأجيال الصاعدة و جمعية تحالف الصحة والبيئة , في دراسة أجرياها أن الولد يمكنه ابتلاع عشرات المواد الكيمية في وجبة متوازنة , لا هي مدهنة ولا سكرية ولا مالحة مع فاكهة وخضر طازجة وماء .
هناك 128 ترسبا كيميا من 81 مادة مختلفة تبقى في الغداء يتناولها المرء , ومنها ترسبات مبيدات الحشرات ومواد تخلّ بعمل الغدد الصماء , وتؤثر في خصوبة الناس , ومواد يشتبه بأنها مسرطنة وغيرها .
وبرغم أن كميتها قليلة يكمن خطرها في تراكمها في جسم الإنسان على مر السنين , لذا تحجث المنظمات العالمية على زيادة المساحات الزراعية الطبيعية أو البيولوجية كما نسميها .
عدا أن اكل الخضر والفاكهة الموسمية المشتراة من الأرض المحلية , يجعلنا نمتنع عن شراء المعلبات التي تتطلب زيادة مواد كيمية للحفظ , ثم أن استيراد الغذاء من بلد إلى بلد له مخاطره , لأن البلدان لا تطبق القوانين الزراعية عينها من واحد إلى آخر .
طبعا أقرت منظمة الصحة العالمية , أن الغداء البيولوجي يحتوي على نسبة من المعادن والأملاح المعدنية والفيتامينات , أكثر من التي تُرش بالمبيدات , وتروى بالمضادات الحيوية , والخضر الطبيعية ماؤها أقل من الأخرى , وفيها مواد جافة أكثر للوزن عينه , أي أنها ذات كثافة بالفوائد أكثر .
وبما أنها تقطف عند النضج تكون غنية بالفيتامين c ومضادات الأكسدة , شرط أن لا تبقى أسبوعا على رفوف أماكن البيع أو في البراد .
أما الحيوانات فتربى مدة أطول من تلك التي تخصص للذبح , وفي المراعي والهواء الطلق , وبروتينها أفضل , وهذا يظهر من لون اللحم الذي لا يتغير عند التبريد .
ثم إن الزراعة البيولوجية صديقة للبيئة لا تفسد التراب , ولا الهواء ولا الماء ولا دوروة الحياة الطبيعية , والدليل أن المزارعين في الأماكن التي كثر فيها رش المبيدات , واختفت الحشرات على أنواعها , والنباتات البرية كالشوك , ولم تعد تفلح , يضطرون إلى تلقيح النبات باليد أو بجلب النحل إلى المكان ليقوم بالتلقيح , كما يحصل لشجر التفاح في انكلترا , ولشجر اللوز من أمريكا , وبعض الخضر التي تزرع في الخيم البلاستيكية .
ويكلف هذا 153 مليار يورو نقلا عن الخبير الزراعي نيكولا غارسيا , ويقول :" إذا حافظنا على الطبيعة , ترد لنا الجميل مجانا ".
والمهم أن الماء يخف تلوثه , وتكلف تنقيته عندها أقل من ذي قبل , وتبلغ كلفة تنقية المياه من شوائب الصناعة والزراعة لإعادة استعمالها ملياري يورو في فرنسا وحدها .
ولتعويض فارق الثمن بين الغذاء البيولوجي والمعالج بالكيميات , يقترح الخبراء الإقلال من اللحم والاستعاضة عنه بالمزيد من الخضر والفاكهة كما كان يفعل أحدادنا .
هل يكون الحل في بلادنا بالعودة إلى القرى وزراعة أرض الأجداد ؟ .
ربما .
ـ المرجع :
ـ مجلة الجيل : المجلد 32 ـ العدد 7 ـ جويلية 2011 .
ـ ألحوظة : المقال نقل بلفظه ( حرف بحرف )