ارتفعت وتيرة النقاش الحاد حول التدريس بالعامية في السنتين الأولى والثانية ابتدائي ، واتسعت من المطالبة برأس
وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط إلى المطالبة بقطف رأس اللغة الفرنسية من المدرسة الجزائرية ، ما يشكل
حرجا سياسيا و أخلاقيا للحكومة التي لم تفصل بعد في توصيات لجنة تقييم نتائج إصلاح المنظومة التربوية التي
تمخضت عنها الندوة الوطنية المنعقدة نهاية الشهر الماضي في قصر الأمم بالعاصمة .
فقد
شرع المئات من الناشطين في تداول عريضة وطنية (إلى الوزير الأول : أطالب بتعليم اللغة الإنجليزية
كأول لغة أجنبية في الجزائر) باسم المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ تطالب الحكومة بتعليم اللغة الإنجليزية كأول لغة
أجنبية في الجزائر ، وخلال ساعات قليلة من انطلاق التوقيعات الإلكترونية حصدت العريضة آلاف المشاركين الذين لبوا
الطلب و وقعوا على عريضة المطالبة بقطف رأس الفرنسية من المنظومة التربوية، وتعويضها باللغة الإنجليزية التي
أصبحت لغة التواصل العالمي في شتى المجالات الفكرية والاقتصادية والعلمية والسياسية وغيرها.
وبشعر الكثير من الجزائريين بأنهم يتداولون لغة "ميتة" ، وأن الفرنسية لم تعد لغة الخطابة والمخاطبة في العالم ، بل
تحولت من "غنيمة حرب" ، إلى عبء كبير فالأرقام الصادر عن الهيئات الدولية نشير إلى تراجع ترتيب اللغة الفرنسية
عالميا إلى المرتبة التاسعة بينما اللغة العربية في المرتبة الرابعة عالميا من حيث عدد الناطقين بها ، فيما تتربع الإنجليزية
على عرش اللغات .
الإنجليزية يتحدث بها 1800 مليون شخص في العالم ، متبوعة بالصينية 1300 مليون شخص باحتساب جميع اللهجات،ثم
الهندية بـ 829 مليون شخص باحتساب الأوردو ثم العربية التي يتحدثها 480 مليون شخص ، أما الفرنسية فلا يتحدّثها
سوى 220 مليون نسمة أي أقل من نصف المتحدثين باللغة العربية .
وتعزز هذه الأرقام إمكانية اعتماد اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية أولى في الجزائر ، بدلا من الإبقاء على النظام التعليمي
القديم لتدريس اللغات الأجنبية ، وهو نظام أثبت تخلفه عن مواكبة التلميذ الجزائري للمستجدات التربوية والعلمية في العالم .
و تبقى العريضة الموقعة من طرف آلاف الجزائريين تستمد مصداقيتها ومشروعيتها من الأحداث الحاصلة في العالم ،
حيث كل التطورات العلمية والسياسية والاقتصادية تتطلب إدراكا لغويا كبيرا بالانجليزية ، كما أنها تعكس بداية وعي
شعبي بأهمية الانتقال من مرحلة التبعية اللغوية لفرنسا إلى التفتح على العالم بعيدا عن الماضي الأسود الذي لم نجن منه
سوى لغة باتت "تتآكل" من يوم لآخر، وهو مطلب على الحكومة أن تفصل فيه بكل موضوعية رغم أنه سيشكل إحراجا
سياسيا كبيرا أمام الرأي العام ، وقد جاء على خلفية التوصيات التي خرجت بها اللجنة التي شكلتها الوزيرة بن غبريت
لتقييم نتائج الاصلاحات وعوضا عن التوصية بتدارك التخلف الحاصل في تدريس اللغة الإجليزية ، صدمت هذه اللجنة
الجزائريين عندما أوصت بتعليم التلاميذ الجدد بالعامية .[/color][/size][/center]
منقول عن جريدة البلاد[/QUOTE]