فى غير وقت , و فى زمان كنت فيه أمشى على الغيم .. و ربما مازلت
كانت تلامس أناملى السحاب , أسبح فى الفضاء كنسمة شفافة ندية
أهيم بروح طائرة متنقله , بمنتهى الحرية و الانطلاق و السعادة الطاغية
لست أدرى , كيف حدث أن تاهت عن خطانا الدروب , كيف لوثت براءتنا الذنوب
كيف نفتقد لمعان و قيم , كيف لا نجد حناناً و لا حباً رغم ما تكتظ به الدنيا
من بشر تملأ فراغ رؤوسهم عقول و تقطن صدورهم مضغ تسمى قلوب
كيف حدث أن تشتتنا , تبعثرنا , تبددنا , تجمعنا و تغير كل ما فينا
لما لم يبق على حاله منا سوى أسامينا ؟؟!!!
إلى متى سأبقى عالق فى هذه المنطقه ,
التى لا أجد لى مكاناً فيها .. لا فى السماء موطن لروح و لا فى الأرض موطن لقدم ؟!
يحتلنى الشوق و تفترسنى الحيرة و يغلبنى التوق لروح منى ضاعت
فى ازدحام الحياة و قسوتها و جمودها تاهت , أنى لى أن أعثر عليها و ألتقيها ؟؟!
و مع ذلك لن ينال من قلبى اليأس , لن أسمح بأن يقرب من روحى القنوط
سأستميت حرصاً على لحظاتى السعيدة , سأستبسل شجاعة و دفاعاً عن كينونتى
عن ذاتى , عن إيمانى و معتقداتى و قناعاتى , سأكون كما أريد لنفسى أن تكون
سوف أسجن ما و من أحب داخل قلبى , سأنصهر و أمتزج و إياهم فى بوتقة واحدة
بحيث لا يستطيع أن يفرق بيننا أعتى الجيوش , و لا أمهر الحيل و المكائد و سبل الخداع
فى النهاية , لا يمكن أن يؤذيك أو يمسك أحد , سوى بمساعدتك أنت ,, نعم بتخاذلك
و تراخيك , و استسلامك و تسليمك لذاتك بجعلها ألعوبة و ريشة فى مهب الريح
تتقاذفها رياح الحقد و الحسد و الغيرة و الكراهية , حاااااذر أن تكون ريشة
إيااك أن تصبح ألعوووبة , إشحذ عزيمتك , قوم اعوجاج إرادتك ,
ليس المهم , من أين أتيت .. المهم , إلى أين أنت ذاهب
فجميعنا يحتاج إلى وقفة مع النفس و سؤالها .. أين أنا من حياتى ؟؟؟!!