السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المقلدون اجسام بلا رؤوس
نلتقى ـ أو نشاهد ـ في حياتنا الكثير من الشخصيات التي تنال إعجابنا
من تلك الشخصيات ما يجعلنا نتذكرهم فقط حين يدور النقاش حول موضوع يذكرنا بهم
ومنها ما يجعلنا ننشغل بهم وننبهر بطريقتهم في الحياة
إلى درجة التقليد ، الذي قد يتطور ليصبح أعمى
وإن أصبح التقليد أعمي
أصبحنا أمام مشكلة نفسية كبيرة تسمى :
( إلغاء الشخصية )
لا بأس أن نعجب بشخصية إنسان
ونقتدي بالجوانب الإيجابية فيه
سواء كان انسانا عاديا ، أو احد المشاهير
لكن أن يتطور الأمر إلى تقليده تقليدا أعمى
تقليد مشيته
تقليد تسريحة شعره
تقليد حركاته وإشاراته
تقليد طريقته في الكلام
إلى أن يصل بك الأمر أن تسمع الناس يقولون :
أنت نسخة طبق الأصل عن فلان !
يصبح التقليد هنا مرضا
وتكون قد ألغيت شخصيتك أيها الإنسان من حيث ظننت أنك تكرمها !
المشكلة في نظرتنا إلى المشاهير أو المميزين
أننا نعتقد أنهم قد بلغوا أعلى مراتب الكمال
فنغض الطرف عن أخطائهم وسلبياتهم
ونتأثر بما يقولون وما يفعلون
بل وأحيانا نستصغر أنفسنا أمامهم
والواقع أننا قد نكون أفضل منهم
بأخلاقنا الرفيعة
بمواهبنا الخفية
بقدراتنا التي لم نكتشفها بعد
لعل هذا الذي تقلده وتحجب شخصيتك بشخصيته
لعله أن يكون أسوأ في واقعه منك
ولعله لو التقى بك لتمنى أن يكون مثلك !
ولعله سيسخر منك حين يعلم أنك تقلده
وسيخبرك ،، وسيصدمك حين يقول لك :
إن مشيتي التي تقلدها أتمنى لو أغيرها
وطريقتي في الكلام تشعرني بالخجل !
وإني أحاول التحكم في حركاتي لكني لا أستطيع !
وإني إنسان مثلك
فلا تظن أني ملاك !
كن أنت أيها الإنسان
وعش في هذا العالم بشخصيتك الفريدة
لا بأس أن تقتدي بالصالحين من البشر
ولكن لا تلغي شخصيتك أمام شخصية بشر
فالذي خلقهم ورزقهم بتلك المميزات
قد رزقك بمميزات تناسبك وقد تجعلك أفضل منهم لو أحسنت استغلالها
إذن :
نعم للقدوة الحسنة
لا للتقليد الأعمى
ونعم لتحسين الشخصية
لا لإلغائها
منقول