بعد أن تلاشت جميع الشعارات والأيدلوجيات وبرز الفكر الاقتصادي كفكر جوهري لبناء المجتمعات فالحروب العسكرية انتهت أو أوشكت أن تنتهي وأصبحت الحروب حروب اقتصادية بحتة فالاتحاد السوفيتي الذي كان يمتلك أكبر ترسانة حربية تدمر في أول التسعينيات اقتصاديا وتبعة المعسكر الشرقي وانتهت نظرية ماركس الاقتصادية إلى مزبلة التاريخ باستثناء الصين التي عملت على مزج النظرية الشيوعية بالرأسمالية واستمرت وأصبح العالم يراهن على النظرية الرأسمالية بأنها المناسبة لتطور اقتصاديات الدول ولكن أتى عام 2008م ليعصف بالنظرية الرأسمالية وتبدأ الأزمة الاقتصادية العالمية التي تذكر الاقتصاديين بأزمة عام 1929م أبان الحرب العالمية الأولى ومع تدهور النظرية الرأسمالية هناك بروز واضح لذوي التخصص الاقتصادي ومتابعين الاقتصاد العالمي هو نجاح الاقتصاد الإسلامي ولكن متى يتم هذا النجاح ؟
عندما يحسن استخدامه استخداماً صحيحاً ، ظهرت تركيا لتسجل معدل نمو الثالث على مستوى العالم بعد الصين والهند والأول على مستوى أوربا عندما أحسنت التعامل مع الاقتصاد الإسلامي وكذلك التجربة الماليزية بقيادة مهاتير محمد الذي لا يرى الإسلام مجرد ممارسة مجموعة من الشعائر الدينية بل منظومة متكاملة تصلح لجميع شؤون الحياة وبهذا سقطت دعوات الاقتصاديين الكاثوليكيين والبروتستانت والوصفة الأمريكية التي توصي بالتخفيف من أعباء وعباءات الإسلام كشرط لتقدم الاقتصادي وكل الداعيين بأن الدين الإسلامي دين عقيم اقتصاديا ولو رجعنا إلى القرآن الكريم لوجدنا كثير من الآيات الدالة على مكانة الاقتصاد الإسلامي من ضمنها تحريم الربا الذي أدى إلى أزمة عام 2008م ابتداءٍ من الولايات المتحدة ومن وراءها العالم ثم الأزمة الاقتصادية الأوربية التي برزت إلى السطح نتيجة لديون اليونان وتلاها العالم الأوربي ودول" اليورو" .
لهذا من الواجب على الدول الإسلامية تكوين اقتصاد إسلامي ووحدة نقدية إسلامية موحدة رسمية في المعاملات المالية العالمية التي تخص العالم مع العالم الإسلامي وتحل محل الدولار و اليورو في رسوم المنافذ البحرية وكذلك هي العملة الوحيدة لشراء النفط من الدول العربية والإسلامية ويعمل بها في جميع الدول الإسلامية يشرف على هذا الفكر الاقتصادي الإسلامي علماء الاقتصاد المسلمين واستشاريين اقتصاديين كأمثال رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد ومؤسسين الفكر الاقتصادي التركي ومن خلال هذا الفكر الاقتصادي الإسلامي ستنقل كلاً من التجربة الماليزية والتجربة التركية إلى الوطن العربي وعندما يتحسن اقتصاد بعض الدول العربية سيتكون السوق الإسلامي المشترك بدلاً من السوق العربي المشترك الذي لم يعرف النور منذُ خمسين عام حيث أصبح حبراً على ورق وسيدخل الاقتصاد الإسلامي حلبة صراع الاقتصاد بقوة مع الاقتصاديات الأخرى الاقتصاد الأمريكي والاقتصاد الصيني والاقتصاد الأوربي بهذه الحالة سيكون لنا اقتصاد عالمي يناطح اقتصاديات دول العالم الأول وسيكون لدول العربية والإسلامية دور بارز في اتخاذ القرارات الاقتصادية والسياسية وحينها ستحل جميع مشاكل العالم الإسلامي سواء الاقتصادية أو السياسية ومن خلال الاقتصاد الإسلامي سيكون للعالمين العربي والإسلامي كيان في المحيط الدولي وسيصبح يوماً من الأيام الاقتصاد الأول في العالم لأن الاقتصاد الرأسمالي يثبت فشله يوماً وراء يوم .