ما أصعب ذلك الشعور المؤلم الذي ينتابك عندما تجلس وحيدا حاملا بين يديك صورة صغيرة ،
تجمعك بذلك الشخص الذي كان يعيش معك تلك اللحظات يوما ،
و التي أصبحت ذكريات مخزونة في الذاكرة فيغلبك الشوق ..
لاسترجاع الماضي والعودة إلى حيث التقطت هذه الصورة الجميلة لتعيش تلك الأيام من جديد ويتوقف الزمن عند تلك
اللحظة..
ولكن
الماضي
لا يعود أبدا
فتنهض من مكانك بلهفة راغبا في الاتصال بمن اشتقت لصوته والحديث معه راجيا إياه بضرورة اللقاء .
وفجأة تتذكر بأن من تبحث عنه قد رحل بلا عودة إلى عالم بعيد جدا لا يمكن الوصول إليه وأصبح في حال غير
الحال ...
نعم.إنه الآن وفي هذه اللحظة ومنذ أن فارق الدنيا قد أصبح جسدا تحت التراب وفي رحمة الله...
فتنذرف تلك الدموع من عينيك حزنا على من فارقت فلا تجد شيئا إلا أن تقول...
((اللهم ارحم من اشتاقت لهم أرواحنا وهم تحت التراب
.تركونا ورحلوا إلى حيث لا يمكنهم العودة..
نشتاق لهم ونرغب فجأة بتقبيلهم وعناقهم وأن نقول لهم كم نحبهم وكم يؤلمنا ذلك الفراق وكم يمزق قلوبنا.
فقد أصبحنا كطير كسير فقد جناحيه ولازم الأرض بعد أن فقد قدرته على التحليق في السماء فاستوطن الأرض حزينا منكسرا،
هذا هو حالنا بعد رحيلهم نبحث عنهم في كل الأماكن التي جلسنا فيها يوما فنراهم هناك روحا بلا جسد ..
نرى ذكرياتنا تحوم فنشعر بالدفء و السكينة..
فنبتسم لأنهم دائما معنا وحولنا بذكراهم الطيبة. .
ولا ننسى مجلد الصور الذي اعتدنا على أن نقلب صفحاته قبل النوم لنرى وجوههم وتقاسيمهم وابتساماتهم الرائعة التي تعبر عن سعادتهم عندما كانوا أحياء يشاركوننا فرحة الحياة ومتعتها..فنغفو دون أن نشعر ونستسلم لنوم عميق
لا تخلو أحلامه من زياراتهم وكلماتهم التي تبعث في أنفسنا الأمل من جديد..
إلى كل روح قد فارقتها يوما وأحزنني رحيلها...
إلى من مزق قلبي فراقهم..
إلى من تركوا ثغرة في حياتي لا يملؤها سواهم..
أبعث إليكم حبي وشوقي ..
وكما وعدتكم دوما بأن أبقى مخلصه لذكراكم و أيامنا معا...
فأنا كما تركتموني لم يتغير بي شيء سوى رحيلكم الذي أفقد قلبي الشعور بالفرح فاستوطنه الحزن على فراقكم
وأصبحت ذكرياتنا الصافية النقية هي بريق الأمل في حياتي الجديدة...
لم ولن أتخاذل يوما بالدعاء لكم بالرحمة والمغفرة وأن تكونوا في حال أفضل مما كنتم عليه في دار الدنيا الزائله..
اللهم ارحم من اشتاقت لهم أرواحنا...
اللهم ارحم من اشتاقت لهم أرواحنا...
اللهم ارحم من اشتاقت لهم أرواحنا..