عِبَادَ اللهِ:
إِنَّ عَلَى التَّائِبِ إِلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُحَقِّقَ تَوْبَتَهُ وَإِنَابَتَهُ بِاستِغْفَارٍ نَابِعٍ مِنْ قَلْبِهِ، يُشَارِكُ اللِّسَانَ فِيهِ سَائِرُ جَوَارِحِهِ، كَأَنْ يَقُولَ:" اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ وَارْحَمنِي، إِنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ"، وَوَرَدَ فِي الحَدِيثِ عَنِ النَّبِيِّ ρ أَنَّهُ قَالَ: ((مَا مِنْ عَبْدٍ مُسلِمٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ، فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يَستَغْفِرُ اللهَ لِذَلِكَ الذَّنْبِ، إِلاَّ غَفَرَ اللهُ لَهُ)) رواه احمد في مسنده و قال صحيح الاسناد، ثُمَّ إِنَّ عَلَى التَّائِبِ أَنْ يَنْدَمَ نَدَمًا يَجْعَلُ القَلْبَ مُنْكَسِرًا، وَالفُؤَادَ مُتَحَسِّرًا، عَلَى وَقْتٍ عَزِيزٍ كَانَ مِنَ الوَاجِبِ أَنْ يُصْرَفَ فِي عَمَلٍ صَالِحٍ يُرْضِي اللهَ، فَلْيَعْزِمْ عَزْمًا أَكِيدًا عَلَى أَلاَّ يَعُودَ إِلَى الذَّنْبِ الَّذِي أَوقَعَهُ فِي هَذِهِ الخَسَارَةِ، وَلْيُؤَنِّبْ نَفْسَهُ عَلَى التَّفْرِيطِ وَالإِضَاعَةِ، وَإِنْ تَعَلَّقَ بِذَنْبِهِ حَقٌّ مِنْ حُقُوقِ اللهِ تَعَالَى فَلْيَنْظُرْ فِيمَا يَلْزَمُهُ بِسَبَبِ ذَلِكَ مِنْ قَضَاءٍ أَوْ تَكْفِيرٍ، وَلْيُعِدِ الحُقُوقَ إِلَى أَصْحَابِهَاإِنْ كَانَ ذَنْبُهُ يَتَعَلَّقُ بِهِ شَيْءٌ مِنْ حُقُوقِ العِبَادِ، وَإِنَّ مِنْ تَمَامِ التَّوبَةِ أَنْ يَأْتِيَ المُسلِمُ مِنَ الحَسَنَاتِ مَا يَمْحُو سَيِّـئَتَهُ الَّتِي قَارَفَهَا، فَقَدْ قَالَ المَولَى جَلَّ وَعَلا: ] و أقم الصلاه طرفيِ النهار وزلفاًمن الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكري للذاكرين[()، ، وَفِي وَصِيَّةِ نَبِيِّنَا صلِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ -: ((اتَّقِ اللهَ حَيثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّـئَةَ الحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ)).
أَيُّهَا المُسلِمُونَ:
اعلَمُوا أَنَّ مَنْ تَابَ إِلَى اللهِ تَابَ اللهُ عَلَيْهِ، فَبَادِرُوا إِلى التَّوْبَةِ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَهَنِيئًا لِمَنْ أَحْسَنَ التَّوبَةَ وَالإِنَابَةَ، ] يا أيها الذين امنوا توبوا إالى الله توبة نصوحاً عسى ربكم أن يرحمكم أن يكفرعنكم سيئاتكم و يدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزى اللهُ النبي و الذين أمنوا معه, نورهميسعى بين أيديهم و بأيمانهم يقولون ربنآ اتمم لنا نورنا و أغفر لنا, إنك على كل شيئ قدير [(). وقالالشاعر:
أنا العبد الذي كسب الذنوب.. وصدته الأماني أن يتوبا
أنا العبد الذي أضحي حزينا ... .علي زلاته قلقا كئيبا
أنا العبد المسيئ عصيت سرا..فمالي الآن لا أبدي النحيبا
أنا العبد المفرط ضاع عمري.. فلم أرعي الشبيبة والمشيبا
أنا العبد الغريق بلج بحر . . أصيح لربما ألقي مجيبا
أنا العبد السقيم من الخطايا.. وقد أقبلت ألتمس الطبيبا
أنا العبد الشريد ظلمت نفسي.. وقد وافيت بابكم منيبا
أنا العبد الفقير مددت كفي.. إليكم فادفعوا عني الخطوبا
أنا الغدار كم عاهدت عهدا..وكنت على الوفاءِ به كذوبا
أنا المقطوع فارحمني وصلني ..ويسر لي منك فرجا قريبا
أنا المضطر أرجو منك عفوا ..ومن يرجو رضاك فلن يخيبا
فيا أسفي علي عمر تقضى. .ولم أكسب به إلا الذنوبا
و يا حزناه من حشري ونشري. .بيوم يجعل الولدان شيبا
تفطرت السماء به و مارت. .و أصبحت الجبال به كثيبا
و يا خجلاه من قبح اكتسابي..إذا ما أبدت الصحف العيوبا
و ذلة موقف وحساب عدل . . أكون به على نفسي حسيبا
و يا حذراه من نار تلظي . . إذا زفرت و أقلقت القلوبا
تكاد إذا تنشق غيظا . . على من كان ظلاًما مريبا
فيا من مد في كسب الخطايا .. أما آن الأوان لأن تتوبا
لنتوب الى الله توبة نصوحة
نص لخصته من احدى خطب الشيخ الداعية محمد حسان حفظه الله ورعاه
ونفعناالله بعلم العلماء
ان شاء الله ينال اعجابكم ويزيد من اصراركم للتوبة
اخوكم في الله ابو الحارث
واتمنى منكم طيب الخاطر والمسامحة
سامحوني ان اسئت لاحدكم يوما ما