ﻣﻦ ﺃﺭﻭﻉ ﻣﺎ ﻛﺘﺐ
ﺍﻟﺸﻴﺦ/ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻄﻨﻄﺎﻭﻱ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ :
ﻧﻔﺴﻚ ( ﻋﺎﻟﻢ ﻋﺠﻴﺐ !
ﻳﺘﺒﺪﻝ ﻛﻞ ﻟﺤﻈﺔ ﻭ ﻳﺘﻐﻴﺮ
ﻭﻻ ﻳﺴﺘﻘﺮ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻝ
ﺗﺤﺐ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻓﺘﺮﺍﻩ ﻣﻠﻜﺎً
ﺛﻢ ﺗﻜﺮﻫﻪ ﻓﺘُﺒﺼﺮﻩ ﺷﻴﻄﺎﻧﺎً
ﻭ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻠﻜﺎً ﻭﻻ ﻛﺎﻥ ﺷﻴﻄﺎﻧﺎً
ﻭ ﻣﺎ ﺗﺒﺪّﻝ !
ﻭ ﻟﻜﻦ ﺗﺒﺪﻟﺖ ) ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻔﺴﻚ (
ﻭ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﺴﺮﺓ
ﻑَ ﺗﺮﻯ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺿﺎﺣﻜﺔ
ﺛﻢ ﺗﺮﺍﻫﺎ ﻭ ﺃﻧﺖ ﻓﻲ ﻛﺪﺭ ،
ﺑﺎﻛﻴﺔ ﻗﺪ ﻓﺮﻏﺖ ﻓﻲ ﺳﻮﺍﺩ ﺍﻟﺤﺪﺍﺩ
ﻣﺎ ﺿﺤﻜﺖ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻗﻂّ ﻭﻻ ﺑﻜﺖ !
ﻭ ﻟﻜﻦ ﻛﻨﺖ ﺃﻧﺖ :
) ﺍﻟﻀﺎﺣﻚ ﺍﻟﺒﺎﻛﻲ (
ﻣﺴﻜﻴﻦ ﺟﺪﺍً ﺃﻧﺖ
" ﺣﻴﻦ ﺗﻈﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻜُﺮﻩ ﻳﺠﻌﻠﻚ ﺃﻗﻮﻯ "
ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺤﻘﺪ ﻳﺠﻌﻠﻚ ﺃﺫﻛﻰ
ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻘﺴﻮﺓ ﻭﺍﻟﺠﻔﺎﻑ ﻫﻲ ﻣﺎ ﺗﺠﻌﻠﻚ
ﺇﻧﺴﺎﻧﺎً ﻣﺤﺘﺮﻣﺎً !
ﺗﻌﻠّﻢ ﺃﻥ ﺗﻀﺤﻚ ﻣﻊ ﻣﻦ ﻣﻌﻚ
ﻭﺃﻥ ﺗﺸﺎﺭﻛﻪ ﺃﻟﻤﻪ ﻭﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻪ
ﻋﺶ ﻣﻌﻪ ﻭﺗﻌﺎﻳﺶ ﺑﻪ ﻋﺶ ﻛﺒﻴﺮﺍً ،
ﻭﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺗﺤﺘﻮﻱ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﻤﺮ ﺑﻚ
ﻭﻻﺗﺼﺮﺥ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﺄﺧﺮ ﺻﺪﻳﻘﻚ
ﻭﻻﺗﺠﺰﻉ ﺣﻴﻦ ﺗﻔﻘﺪ ﺷﻴﺌﺎً ﻳﺨﺼﻚ
ﺗﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ
ﻟﻮﺣﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ
ﺷﺨﺼﺎً ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ !
ﺇﻥ ﺧﺴﺮﺕ ﺷﻴﺌﺎً :
ﻓﺘﺬﻛﺮ ﺃﻧﻚ ﻗﺪ ﺭﺑﺤﺖ ﺃﺷﻴﺎﺀ
ﻭﺇﻥ ﻓﺎﺗﻚ ﻣﻮﻋﺪ :
ﻓﺘﺬﻛﺮ ﺃﻧﻚ ﻗﺪ ﺗﻠﺤﻖ ﻣﻮﻋﺪﺍً ﺁﺧﺮ !
ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻟﻢ ﻣﺮﻳﺮﺍً
ﻭﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﻣﺠﻬﻮﻻً
ﺍﻓﺘﺢ ﻋﻴﻨﻴﻚ ﻟﻸﺣﻼﻡ ﻭﺍﻟﻄﻤﻮﺡ
ﻓﻐﺪﺍً ﻳﻮﻡ ﺟﺪﻳﺪ
ﻭﻏﺪﺍً ﺃﻧﺖ ﺷﺨﺺ ﺟﺪﻳﺪ
ﻫﻞ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ :
"ﺭﺿﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻏﺎﻳﺔ ﻻ ﺗﺪﺭﻙ"
ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻳﺘﻨﺎﻗﻠﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺒﺘﻮﺭﺓ ﻭﻏﻴﺮ ﻣﻜﺘﻤﻠﺔ
ﻭﺃﻧﻬﺎ ﺑﺘﻜﻤﻠﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺭﻭﻉ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﻫﻲ :
"ﺭﺿﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻏﺎﻳﺔ ﻻ ﺗﺪﺭﻙ ﻭﺭﺿﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻏﺎﻳﺔ
ﻻ ﺗﺘﺮﻙ ، ﻓﺎﺗﺮﻙ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺪﺭﻙ ، ﻭﺃﺩﺭﻙ ﻣﺎ ﻻ
ﻳﺘﺮﻙ"
ﻻﻳﻠﺰﻡ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻭﺳﻴﻤﺎ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﺟﻤﻴﻼ ﻭﻻ
ﻣﺪﺍﺣﺎ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﻣﺤﺒﻮﺑﺎ ﻭﻻ ﻏﻨﻴﺎ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﺳﻌﻴﺪﺍ
ﻳﻜﻔﻲ ﺃﻥ ﺗﺮﺿﻲ ﺭﺑﻚ ﻭﻫﻮ ﺳﻴﺠﻌﻠﻚ ﻋﻨﺪ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺟﻤﻴﻼ ﻭ ﻣﺤﺒﻮﺑﺎ ﻭ ﺳﻌﻴﺪﺍ
ﻟﻮ ﺃﺻﺒﺖ99 ﻭﺃﺧﻄﺄﺕ ﻣﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ
ﻟﻌﺎﺗﺒﻮﻙ ﺑﺎﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﻭﺗﺮﻛﻮﺍ ﺍﻟـ 99
ﻫﺆﻻﺀ ﻫﻢ ﺍﻟﺒﺸﺮ !
ﻭ ﻟﻮ ﺃﺧﻄﺄﺕ 99 ﻣﺮﺓ ﻭﺃﺻﺒﺖ ﻣﺮﺓ
ﻟـ ﻏﻔﺮ ﺍﻟﻠﮧ ﺍﻝ99 ﻭﻗﺒﻞ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ
ﺫﺍﻙ ﻫﻮ ﺭﺑﻲ.
ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻟﻨﺎ ﻧﻠﻬﺚ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻭﻧﺒﺘﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻪ !
ﻛﻼﻡ ﺟﻤﻴﻞ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺃﻥ ﻧﺘﺄﻣﻠﻪ ﺟﻴﺪﺍ .
ﺭﺣﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻛﻢ ﻛﺎﻥ ﺍﺩﻳﺒﺎً ﻣﺒﺪﻋﺎً