قالوا عن الليل :
الليل : روضة الفكر ، وبحر عميق تسبح فيه بنات الأفكار فيشفى العقل من سقمه وتعبه .
الليل : لقاء العبد بربه في أروع لحظات الحياة الدنيا ، التي تعطيها بعض معاني جمالها .
الليل : مرآة تقلّب فيها ناظريك لعلك تجد نفسك على صفحتها كما خلقك الله ، إنسانا ضعيفا ، محتاجا إليه في كل حين .
الليل : إشعار برحيل الأيام ..
الليل : أجواء مميزة لاجتماع صادق مع النفس ..
الليل .. محطة وقود لحياة مميزة ، لا يقف عندها ولا يتزود بزادها إلا الساعون لغد أجمل ..
أشياء كثيرة يمكن أن نقوم بها عند وقوفنا في هذه المحطة :
أشياء لها علاقة بنمو رصيدنا في علاقتنا مع الله .. وهذه مفتاح لإشراقة حياتنا في مختلف الشؤون ..
وأشياء لها علاقة بأنفسنا .. بحالنا .. وأوضاعنا .. ومن أهم مضامينها : عزلة للتفكير والتقييم ومراجعة الحسابات يمتخض عنها عند المميزين قرار عملي لغد أفضل ..
وأشياء لا يعيشها إلا العظماء .. أؤلئك الذي أدركوا قيمة الحياة .. وتغلغل معنى العيش بتميز في صميم قلوبهم ... فما رضوا عنه بديلا .. فصاغوا في ليلهم تفاصيلَ شيقة في فنون استغلال الوقت لتقريب المسافات بينهم وبين طموحاتهم .
فتراهم .. بعد أن تتجلى خيمة الكون ... المضاءة بنور القمر .. ونور قلوبهم المتوقدة بنور الله وعشق أمتهم .. يتخذون من الليل بما فيه من أجواء مِسْكِـية النسيم منبعثة من فجرهم الصادق الذي ينسجون خيوطه كل يوم .. يتخذون من ليليهم محطة تفكير .. تتعالى فيها مجالات التفكير عن سقف النفس إلى سماء تُظِل الأمة بأسرها .. فتراهم منهمكون في رسم خيط جديد .. يجيبون من خلاله على أسئلة لطالما أرَّقت دماغَ كل عظيم ؟ ماذا سأقدم لتحيا أمتي وتسمو ؟ ما هو دوري في صناعة فجرها ؟ .....
لليلهم مذاق .. ما أزكاه ! .. فكيف بفجر يشرق على هاتيكَ النفوس ؟ بل كيف بنهار توضع فيه النقاط على الحروف ؟
إن مجرد الحديث عن ليلهم يحيي في النفس معانٍ كثيرة كادت أن تموت ... فكيف إن عشنا حياتهم ؟! ما المانع ؟! ..
استسمحكم عن طول الموضوع