أود اليوم أنا و إياكم أن نحدث قليلاً عن الحب، و لكن.............
ليس بمفهومه الضيق الذي يتبادر إلى الأذهان أول ما ننطق بهذه الكلمة، بل بمفهومه الشامل الذي لا يحده حد و يرصفه قيد.
و أقولكم:
أليس ما نشعر به نحو أبوينا حباً؟؟
أليس ما نشعر به نحو أصدقائنا حباً ؟؟
أليس ما نشعر به نحو إخوتنا و أخواتنا حبا؟؟
و القآئمة تطوووووووووووووووول...
لذا من الظلم أن نضيق واسعاً أو نقصر فضفاضاً.
و تخيلوا معي الآتي:
حكى لي صديقٌ يوماً أن زوجته إذا أرادت أن تعبر عن حبها له كانت تضربه إلى الحد الذي يمكن معها أن تصيبه بأذىً ..
و حكتْ أخرى أن صديقتها عملت مقلباً مزعجاً لها إلى الحد الذي آذى مشاعرها قليلاً.
و أخرى كانت كثيرة الزعل بغير سبب.
و آخر يكثر من تقديم الهدايا.
و ما لم أعلمه من خفايا السلوك البشري حتماً سيكون أكثر غرابةً من ذلك.
و أنت و أنا كذلك لو رجعنا قليلاً بالذاكرة، و عملنا مسحاً ولو بسيطاً لتصرفات من نحبهم أو يحبوننا لوجدنا فيها الكثير الكثير من هذا و ذاك.
فكلٌّ يعبر عن حبه للآخر بصور مختلفة و أشكال متعددة من السلوك قد نتفق معها أحياناً و قد لا نتفق، غير أن القاسم المشترك بينها جميعاً أنها في النهاية تعبير عن الحب اتجاه الآخر.
فمنا من إذا أراد أن يعبر عن حبه لمن يحب يكتب شعراً و ما أكثرهم في الشعراء، و لنا في قصائد المجنون مندوحة إذ قال:
وقد خبَّروني أن تيـــــــــماء منزلٌ ×× لليلى إذا ما الليل ألقى المراسيا
فهذي شهور الصيف عنا سنتقضي×× فما للنوى يرمي بليـلى المراميا
أعد الليالي ليـــــــــــــــلة بعد ليلة ×× و قد عشت دهراً لا أعد اللياليا
و أخرج من بين البيـــــــوت لعلني×× أحدث عنك النفسَ بالليل خاليا
و منا من إذا أحب عبّر عن حبه له بهدية يبعثها إليه.
و هكذا تتعدد الصور و يتلون السلوك البشري، و لكن يظل الهدف واحداً. ألا وهو التعبير عن الحب للحبيب.
و هنا يأتي دورك أخي الكريم أختي الكريمة لتقول لنا كيف تعبّر عن حبك لمن تحب.
أو تروي لنا عن من عرفت كيف يعبر عن حبه لمن يحب.
و كما يقولون: التجارب عقل ثانٍ.
و أترك لكم القلم.