مؤخراً
طرح العديد من الخبراء ست نصائح قالوا إن اتباعها لا يحقق فقط الانتعاش،
بل يزيد من ذكاء الشخص وسرعة بديهيته مهما كانت الأسباب والعوامل التي تحدّ
من قدراته العقلية. وهذه الخطوات هي:
1- استرخ وتنفس بعمق
في
البداية يطرح علينا الدكتور دونالد ستاس أستاذ طب النفس والأعصاب ومدير
معهد روتمان للأبحاث بولاية تورينتو الأمريكية عدة أسئلة وهي: ما الشيء
الأول الذي تعتقد أن فعله سيؤدي إلى صحة وانتعاش عقلك؟ عمليات حسابية
مثلاً؟ ممارسة الشطرنج؟ الإجابة الصحيحة - من وجهة نظره كما يقول - هي أن
ممارسة هذه الأشياء جميعاً وإن كانت مفيدة إلا أنها لا تعود بالعقل إلى
درجة الانتعاش الكامل، وأن أفضل ما ينصح به من أجل أن يبقى العقل دائماً في
حالة شباب وصحة جيدة هو الاسترخاء مع ممارسة تمارين التنفس بعمق، حيث إن
ذلك من شأنه أن ينشط الدورة الدموية ويؤثر بشكل إيجابي على صحة العقل.
وفي
عشرات الدراسات التي أجريت خلال السنوات الخمس الماضية تحت عنوان (تمارين
التنفس) ثبت أن هذه التمارين تقلل فقدان المخ لأنسجته في السن المتأخرة،
وأكد الدكتور أرثر كرامير وزملاؤه بجامعة إلينوي أن هذه التمارين تزيد من
حدة ذكاء العقل ويقظته، كما تجعل خلاياه العصبية نشيطة وتساعد على تجددها.
والجدير بالذكر أن نفس التمارين تقي من الإصابة بأمراض القلب الأخرى، وتقي
المخ من المخاطر التي قد يتعرض لها مستقبلاً.
2- المعدة طريق الذكاء
إحدى
الطرق التي يمكن أن يسلكها الإنسان لإعادة الحيوية والنشاط إلى عقله هي
تغذيته جيداً؛ حيث يقول العلماء إن المعدة هي الطريق السليم لعقل نشط ويقظ.
ومما لا شك فيه أن جميعنا سمع عن الأطعمة التي تحتوي على مضادات الأكسدة
التي من المعروف عنها أنها تحارب مرض السرطان، وقد أثبتت الدراسات أن تناول
الأطعمة التي تحتوي على هذه المضادات لا يحارب السرطان فقط، بل هو مفيد
أيضاً لصحة العقل ونشاطه، ومنها الفواكه والخضراوات وبعض الحبوب كالقمح
وجوز الهند والتوابل.
3- برامج اللياقة العقلية
من
المعروف علمياً أن عقولنا تقل كفاءتها بشكل طبيعي في سن الثلاثين، لكن في
نفس الوقت، وحسبما يقول مايكل ميرزنيتش أستاذ علم الأعصاب بجامعة
كاليفورنيا في أبحاثه، فإن الإنسان في أي مرحلة عمرية يمكنه أن يدرب ويشغل
عقله ليصبح أكثر سرعة ونشاطاً، حيث شبه الدكتور مايكل عقل الإنسان بآلة
التعلم، وكل ما على الإنسان منا أن يوفره لعقله هو الأدوات الصحيحة لتدريبه
على النشاط والسرعة. ومن المعروف أن الدكتور ميرزنيتش قد طور نظام
التدريب، ويعتمد على الكمبيوتر، ويعمل على زيادة قدرات العقل، ويعرف هذا
البرنامج باسم (برنامج اللياقة العقلية) يعتمد على تطوير المهارات السمعية
والكلامية، ويتعامل البرنامج مع من يخضع له بطرح أسئلة تميز بين أصوات يتم
عرضها ببطء في البداية ثم تسريع النطق بها من أجل جعل المخ أكثر يقظة تجاه
ما تلتقطه الأذن.
وآخر
اكتشاف في مجال علم المخ تم التوصل إليه خلال السنوات العشر الأخيرة هو أن
مخ الإنسان قادر على التكيف في أي مرحلة عمرية مع ما يقابله، بمعنى أن
الواحد منا لو أراد أن يتعلم صنع أو ممارسة أي شيء فسوف يتعلمه بالفعل، ولو
أراد أن يزيد من ذكائه وقدراته العقلية فعليه شراء برنامج كمبيوتر تعليمي
مثل برنامج الدكتور ميرزنيتش، أو القيام بأحد ملايين الأنشطة العقلية التي
تثير فضوله وانتباهه، كممارسة لعبة البينج بونج أو حل الألغاز أو تعلم لغة
جديدة وغيرها من النشاطات التي تحتاج إلى التفكير واليقظة.
4- إجازة من التفكير
احذر
من أن تأخذك هموم وأمور الحياة بالاستغراق في التفكير المستمر؛ لأنه إذا
كانت إثارة العقل بالتفكير في حل الألغاز والمشاكل أمراً مفيداً لصحته، فإن
إبقاءه هادئاً أمر مفيد أيضاً لنشاطه، فكما يقول الدكتور جيانسوك كيم
بجامعة واشنطن فإن ضغوط الحياة والتفكير فيها باستمرار يسبب أضراراً كبيرة
لخلايا المخ ويعوق أيضاً العمليات المعرفية كالتعلم والتذكر، ومن ثم فإن
التفكير بهدوء في الأمور الشائكة شيء يريح العقل ويجدد قدرته على التفكير
بشكل سليم. كما يؤكد الباحثون في كلية طب جامعة هارفرد أن أفضل طريقة
لإعطاء المخ إجازة تعود بالفوائد الصحية عليه، هي أن يحصل الإنسان على عدد
ساعات النوم الكافية له؛ حيث أثبتت الدراسات التي أجريت على أكثر من أربعة
آلاف شخص أن من حصلوا منهم على عدد ساعات نوم كافية، كانوا أكثر ذكاء
ونشاطهم الذهني أعلى بكثير من هؤلاء الذين لم يحصلوا على نوم كاف.
5- اضحك.. ينشط عقلك
أثبتت
الدراسات أن هرمون الدوبامين الذي يفرزه الجسم عند الضحك أو الشعور
بالسعادة هو نفسه الذي يحفظ أجزاء المخ ويجعله نشطاً، وكلما زاد إفراز
الجسم لهذا الهرمون كان النشاط الذهني للإنسان في أفضل حالاته، ومن ثم
فمشاهدة الأفلام الكوميدية أو سماع نكتة مضحكة أمر مفيد العقل ويرفع درجة
فهمه واستعداده لحل كل ما يقابله من قضايا.
6- حذار من الوحدة والتدخين
أثبتت
الكثير من الدراسات أن الأداء العقلي والمعرفي لدى المدخنين أقل بكثير من
غير المدخنين، حيث يكون التدخين سلباً على الذاكرة وعلى الوظائف الإدراكية
للمدخن، كما يحدث شرب الكحوليات نفس التأثير السلبي على وظائف المخ.
وعلى
الجانب الآخر أثبتت العديد من الدراسات أن العلاقات الوطيدة للإنسان
بالمحيطين به تحسن أداءه المعرفي، وتشير إحدى هذه الدراسات إلى أن الوحدة
أو غياب تواصل الشخص مع الأصدقاء والأسرة والجيران يؤدي إلى تدهور العملية
المعرفية لديه، وأن الترابط الاجتماعي والتواصل مع الآخرين يزيد نشاط المخ
وذكاءه.