لاشك أن كثيرين قد سمعوا بها , وربما اختبروها : الحميات السريعة .. أو ما يدعى بحميات " اليويو " التي تؤدي إلى حلقة البدانة المفرغة , أي خسارة الوزن واكتسابه بصورة متكررة .
حيث ينجح الإنسان بخسارة وزنه ولكنه يعجز عن الحفاظ على الوزن الجديد , فيعود إلى وزنه القديم , أو حتى قد يتجاوره , فلا يجد حلا سوى متابعة الحمية مرة أخرى ليدور في حلقة مفرغة لا فكاك منها .
ـ الأسباب :
تتعدد الأسباب كثيرا , إلا أنها تنحصر غالبا في اتباع حمية فقيرة بالحريرات والمواد المغذية , حيث يبدأ الشخض بفقدان الوزن لهذا النقص الهائل في الدخل الحروري , ويتابع الحمية حتى يستنفذ حدود قدراته الجسدية والنفسية , لأن هذه الحميات تؤدي إلى الشعور بالإحباط والإرهاق الشديدين , لهذا لا يستطيع الإنسان متابعتها لفترة طويلة ومن ثم يتوقف عنها , ونتيجة لحالة التجويع التي عاناها الجسد , والإحباط الناجم عن الفشل في تحقيق الخسارة المرغوبة في الوزن , يعود الشخص غالبا إلى تناول الطعام بكميات أكبر من السابق , ومن ثم يعود لاكتساب الوزن .
ـ الآثار الصحية :
ترتبط أمثال هذه الحميات عادة بالحرمان الشديد من الطعام , عوضا عن اتّباع حمية مدروسة غذائيا وممارسة التمارين الرياضية , مما يؤدي بالنتيجة لفقدان في الكتلة العضلية , بالإضافة إلى الكتلة الشحمية للجسم .
" هنا لابد من التأكيد على ضرورة ممارسة رياضة التحمل أو رفع الأثقال أثناء متابعة الحمية , للحفاظ على الكتلة العضلية " .
عند انتهاء الحمية ونتيجة لـ " المجاعة " التي عانى منها الجسم , يقوم الجسم كرد فعل طبيعي بمحاولة استرجاع الوزن المفقود بسرعة , وهنا تكون الزيادة المكتسبة من الدهون فقط , أي تحدث عملية استبدال للعضلات لصالح الدهون داخل الجسم , الأمر الذي يؤدي إلى اختلال النسبة بينهما وهذا يعتبر من أهم المؤشرات لصحة الإنسان .
وقد أظهرت الدراسات أن الذين يدخلون هذه الحلقة المفرغة يصبحون أكثر قابلية وسرعة لاكتساب الوزن , وبالإضافة إلى ذلك فإن آثارها على تكوين الجسم وتوزع الشحم فيه , ومعدل الاستقلاب , بل وحتى على نجاح الحميات المستقبلية غير عكوسة أي " أنه يستحيل التخلص من آثارها " .
عند الحديث عن معدل الاستقلاب يجب أن نتوقف قليلا لنعرف عنه وعن دوره في عملية التغذية .
فما هو الاستقلاب ؟ .
" هو سلسلة من التفاعلات الكيميائية التي تحدث داخل الجسم البشري , ليتمكن من البقاء على قيد الحياة , وهي التي تمكن الجسم من تحويل الغذاء الذي يدخل إليه طاقة ً " .
وبالتالي فإن الأشخاص الذين يمتلكون معدل استقلاب عال يستطيعون تحويل الحريرات الداخلية إلى طاقة , يصرفها الجسم في أعماله المختلفة بالكامل .
ويرتبط عادة معدل الاستقلاب العالي بارتفاع نسبة الكتلة العضلية إلى الكتلة الدهنية , أو بمعنى آخر أن يحتوي الجسم على كمية أكبر من العضلات وكمية أقل من الدهون .
وكلما انخفضت نسبة العضلات إلى دهون , أدى هذا الأمر إلى انخفاض معدل الاستقلاب , وبالتالي إلى انخفاض معدل صرف الطاقة أي بمعنى آخر سرعان ما سيتحول طعامنا إلى دهون متراكمة حول الخصر والأرداف .
بالإضافة إلى هذا فإن هذه الحميات تقتصر غالبا على نوع واحد , أو أنواع محددة من الطعام , وبهذا فهي تكسر أحد أهم قواعد الحمية الغذائية , وهي التنوع الغذائي , أي تنوع المصادر من الفيتامينات والمعادن الضرورية للجسم .
وعلى هذا فإذا استمر المرء في متابعة هذه الحمية لأسابيع عدة , فقد يتعرض لعجز غذائي حاد لأنه من المستحيل أن يحتوي نوع واحد من الطعام على جميع حاجات الجسم من الفيتامينات والمعادن .
ـ الخلاصة :
جسدنا هو حصننا المقدس , ويجب علينا احترام حاجاته والمحافظة عليه , وإذا تطلب الأمر أن نخسر بضعة كيلوغرامات , فيمكننا أن نودعها إلى الأبد عن طريق اتباع حمية غذائية مدروسة , تناسب حاجاتنا وميولنا , وتحتوي على المواد الغذائية الضرورية لصحتنا , مع ممارسة التمارين الرياضية , وخصوصا تمارين القوة أي " رفع الأثقال " , للحصول على نتيجة مثالية , تدوم طالما واظبنا على اتّباع نظم الحياة الصحية .
ـ المرجع :
ـ مجلة طفلنا : السنة الثانية ـ العدد 21 ـ جوان211 .
ـ ألحوظة : البحث نقل بلفظه ( حرف بحرف ) .